قال ناصر كامل، سفير مصر فى لندن، إن مصر والعالم تجاوزا أزمة جماعة الإخوان الإرهابية، وإن العجلة لا تعود للخلف، وإن تقرير نشاط الجماعة الذى أعدته الحكومة البريطانية يعد نكسة حقيقية للإخوان، موضحا أن التقرير توصل إلى أن فكر الإخوان يتعارض مع قيم المجتمع البريطانى. وأضاف فى حواره ل«المصرى اليوم»، أن القرار المتوقع بعد التعاون الأمنى فى تأمين المطارات هو استئناف الرحلات لشرم الشيخ ورفع الحظر، وأن الإعلام البريطانى فى تعنت مستمر مع مصر منذ ثورة 30 يونيو.. وإلى نص الحوار: ■ بداية كيف ترى النتائج المترتبة على انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى ظل الاستفتاء الأخير؟ - هذا شأن داخلى للبريطانيين، ووحدهم قادرون على تقييمه، لكن وفقا لما يقوله البريطانيون فأمامهم نحو 3 سنوات للخروج من الاتحاد الأوروبى، وأن هناك تفاهمات واتفاقات لم يتم التوصل إليها، وتشمل تفاهمات اقتصادية وقانونية وسياسية. ■ ماذا عن تأثير هذا الاستفتاء على العلاقات مع دول المنطقة وفى القلب منها مصر؟ - مع ظهور الاستفتاء أكدت معظم الدوائر السياسية البريطانية مع عدد من الدبلوماسيين وممثلى الدول وكانت السفارة المصرية إحدى تلك الجهات، أن مصر أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية البريطانية خلال الفترة المقبلة، وجاءت تلك الرسالة عبر وزير الدولة البريطانى لشؤون الشرق الأوسط. ■ كيف تقرأ تلك الرسالة فى هذا التوقيت؟ - لأن بريطانيا تريد أن تؤكد قوتها الاقتصادية والسياسية، وبالتالى إعادة صياغة علاقاتها مع مصر، لكونها تشكل قوة اقتصادية وسياسية فى المنطقة، بالإضافة إلى أنها تشكل ثانى أكبر اقتصاد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ■ ما تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على مصر؟ - لا تأثير بأى ترتيبات لاحقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى مجال الاستثمارات، لأنها تتركز معظمها فى قطاع البترول والغاز. ■ كيف ترى تقرير الحكومة البريطانية عن جماعة الإخوان؟ - الجزء الخاص بتقرير نشاط الجماعة نكسة حقيقية لها، وينقسم إلى قسمين، الأول أعده أحد كبار نواب وزير الداخلية، ويستعرض فيه نشاط الإخوان فى بريطانيا، والثانى أعده سفير بريطانيا السابق فى السعودية، جون ديكنز، ويتعلق بالفكر والأيديولوجيا والنشاط الدولى للجماعة، وتوصل التقرير إلى أن فكر الإخوان يتعارض مع قيم المجتمع البريطانى، ويحرض على انعزال المسلمين فى بريطانيا، وأعطى أمثلة على ذلك بأنهم يدعون المسلم إلى التعارض مع قيم ومبادئ المجتمع البريطانى باعتباره كافرا. ■ ماذا عن علاقة الإخوان بأعضاء مجلس العموم وموقف باقى الكتل واللجان؟ - علاقات محدودة جدا وفى معظمها مرتبطة بدوائر لها قدرة فى التأثير على العملية الانتخابية، ونحن نتحدث عن نسبة محدودة للغاية من أصل 600 عضو، ومواقفهم واضحة لنا، وتحمل قدرا كبيرا من التحامل على مصر، ويتبنون خطابا سياسيا معاديا لثورة 30 يونيو. ونعمل على 3 محاور رئيسية وهى مجلس النواب من خلال مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية المصرية، ويرأسها النائب جيرل هوارث، وتضم فى عضويتها عددا كبيرا من النواب يمثلون حزب الأغلبية والعمال، بالإضافة إلى أحزاب أخرى صغيرة، والمحور الثالث مجلس اللوردات والعموم، ويضم نوابا عن حزب المحافظين، وهذا المجلس له مواقف منحازة لمصر منذ 30 يونيو، أما الجهة الثالثة فتتمثل فى التعاون والتواصل مع قيادات داخل الحكومة وهم الداعمون لمصر. ■ هل تجاوزت مصر أزمة جماعة الإخوان الإرهابية؟ - بالطبع، والعالم أيضا تجاوزها الآن، والعجلة لا تعود للخلف. ■ كيف ترى مستقبل ملف السياحة فى ظل استمرار حظر السفر من جانب بريطانيا إلى شرم الشيخ؟ - نتعاون بشكل ناجح ومتميز لوضع خطة عمل مشترك لرفع كفاءة الإجراءات الأمنية فى مطار شرم الشيخ، وعدد آخر من المطارات، ويكفينا أنه بشهادة الخبراء البريطانيين حدثت نقلة نوعية غير مسبوقة فى كفاءة الإجراءات المتبعة فى مطار شرم الشيخ وغيرها من المطارات المستقبلة للسياح البريطانيين. ■ ما تفسيرك لعدم رفع الجانب البريطانى الحظر إلى الآن؟ - ربما استغرقت الحكومة البريطانية وقتا طويلا فى التعامل مع الشأن الداخلى والاستفتاء الأخير، ما خلق حالة من التشتت والانصراف وعدم التعاطى بشكل سريع ومركز باتخاذ القرار السليم. ■ ماذا عن توقعاتك لرفع الحظر؟ - القرار المتوقع هو الاستئناف ورفع الحظر، ونحن نعمل ونأمل أن يحدث ذلك فى القريب العاجل. ■ هل يؤثر هذا القرار على عودة الحركة السياحية مع بلدان أخرى؟ - مصر بالفعل وبالتوازى مع نشاطها مع الجانب البريطانى تعاونت مع بلدان أخرى مثل روسيا وألمانيا، وهنا نشير إلى أن مصر لم تكتف لاكتساب الخبرة الدولية للأزمة من خلال التعاقد مع أكبر الشركات وهى «كونترول ريسك»، فضلا عن التعاقد مع واحدة من أكبر شركات الأمن المصرية وهى شركة «فالكون»، لتولى بعض المهام لتأمين المسافرين، والتعاقد مع شركة بريطانية كبيرة لتقديم وتوفير الدعم الفنى من خلال إنشاء معهد متخصص للتدريب. ■ كيف ترى تأثير هذه الجهود على حركة السياحة مستقبلا؟ - هذه الجهود تجعلنا نقف على أرض صلبة، وتؤكد أنه لا يوجد مبرر لعدم استئناف بريطانيا للطيران إلى شرم الشيخ، لأن الحظر بالنسبة للجانب البريطانى على شرم الشيخ فقط، ومازالت شركات الطيران البريطانية مستمرة فى باقى مطارات الجمهورية. ■ كيف تقيم أداء الإعلام البريطانى وتناوله للقضايا المصرية خاصة منذ 30 يونيو حتى الآن؟ - الإعلام البريطانى فى تعنت مستمر مع مصر منذ 30 يونيو حتى الآن، وهناك بعض وسائل الإعلام لا تتناول الوضع المصرى بموضوعية. ■ ما جهودكم لتصحيح تلك الصورة؟ - نحن هنا نفرق بين قناعة الحكومة وفهمها للقضايا المصرية والتعاون الاقتصادى والسياسى المشترك بين الدولتين، لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة بين مصر وبريطانيا، وبين قناعات بعض الأشخاص وأصحاب المصالح.
