أكد الشيخ جابر طايع، وكيل أول وزارة الأوقاف، رئيس قطاع المساجد، أن الوزارة لديها ألف كُتاب ملحقة بألف مسجد، يتبعون جميعاً الوزارة، ويخضعون لإشرافها، وأن الوزارة تسعى لأن تتسم تلك الكتاتيب بالطابع العصرى، الذى يتناسب مع تغيرات الزمن، ومع طبيعة الأجيال، فتلبى احتياجاتهم فى حفظ منهج القرآن. من أهم سمات الكُتاب العصرى، حسب ما ذكره «طايع»، ألا يعتمد على الحفظ الأصم للقرآن، وإنما يعتمد بالأكثرية على الفهم أولاً اللغوى، والشرح لمفردات معانيه، وبالتالى يكون الحفظ من منطلق فكرة أعم وأشمل. يتم تحفيظ القرآن فى تلك المساجد على يد أئمتها، من الراغبين فى أداء تلك المهمة، ولديهم فى ذات الوقت القدرات والاستعداد لها، لما يتطلبه تعليم الأطفال من قدرة على الصبر والجلد، قد لا تتوافر لدى كل الأئمة. لدى الوزارة 53 ألف إمام، يتقدم الراغبون فى تحفيظ القرآن بطلب للوزارة، ويتم تقييمه بعد مقابلة شخصية، تحسم قدراته على التفاعل مع الطلبة، دون الدخول فى أى تفصيلات روتينية أو تعقيدات بيروقراطية. وأقر «طايع» بأن تحفيظ القرآن فى المنازل هو مبادرات شخصية، من أناس يرغبون فى كسب الثواب، لكنها ليست فى عداد الوزارة، حتى مبادرات الجمعيات الشرعية والأهلية ترجع تبعيتها لوزارة التضامن، أما التفتيش على المساجد فله نهج معروف عبر المديريات ومفتشى المناطق. كان للعاملين فى مجال تحفيظ القرآن مكافأة رمزية تم وقفها فى تسعينيات القرن الماضى، لكن طايع أكد أن الوزارة ليس لديها أى مانع ولا عائق فى إعادة تلك المكافأة، بل تحسينها بما يتماشى مع متطلبات العصر، مشيرا إلى أن الأمر محل دراسة، لكن الحصول على الإجازة وحفظ القرآن كاملا أمر لا مجال للتنازل عنه فى منح رخص المحفظين، لأن «فاقد الشىء لا يعطيه». رفض طايع الحديث عن فكرة إحياء الكُتاب، لكونه أمرا موجودا بالفعل لم يندثر، ففكرة الكُتاب هى فكرة مرسخة فى النفوس، ويزيد الإقبال عليها فى فترة الصيف، حيث يستوعب الكُتاب الطلبة فى فترة الإجازة، ويمكنهم خلال تلك الفترة الوجيزة تحفيظ ما بين 5 و10 أجزاء، تثرى وجدان الطالب، وتعمق مداركه لفهم كتاب الله، وأساسيات اللغة، وتشغل أوقاته وتعمق من قابليته للحياة، لما يعيشه الطالب أثناء الحفظ من جو روحانى، خالٍ من أى تعقيدات، كما كان فى السابق.
