هى النسخة الحصرية جدا من سيارة BMW الرياضية الشهيرة M4، النسخة الحصرية الأسرع والأكثر عنفا على الإطلاق، قررت BWM إنتاج 700 سيارة منها فقط، وتم اختيارها أيضا لتكون سيارة الأمان الرسمية فى بطولة DTM الألمانية، وكنا محظوظين أيضا باختبار السيارة فى تجربة سريعة فى مدينة «الدوحة» بقطر، والسيارة التى قمنا بقيادتها هى واحدة من أصل أربع سيارات فقط متواجدة فى منطقة الشرق الأوسط الآن.. والحقيقية أن BMW تمكنت بكل ذكاء من تجسيد شخصية السيارة الأكثر جذبا للشباب منذ أن بدأت تقديم نسخا رياضية من الفئة الثالثة، السيارة التى بدأت رحلتها فى الأسواق كسيارة عائلية صغيرة الحجم عالية الكفاءة. والكفاءة هنا مقصودة من زاوية الرياضيات وليس الأداء الرياضى. بمعنى، استهلاك أكثر كفاءة للوقود واستهلاك أقل لمكونات السيارة ككل. وهى التوليفة التى اعتبرها عشاق القيادة الرياضية مثالية من حيث العملية والاقتصادية فى الوقت ذاته. والأذكى هو استجابة BMW لسلوك المستهلكين فى تعديل السيارة ظاهريا وباطنيا، حين قدمت نسخ M3 المختلفة. إلا أن تطلعات مالكى السيارة لم تتوقف، وصب هذا فى مصلحة الشركة حيث أثبتت للعالم مدى رشاقة تلك السيارة ومرونتها فى أن تتشكل فى السلاح المطلوب. رأينا السيارة تفوز على الحلبات الملتوية والطرق المستقيمة، والأكثر متعة حين تتراقص منجرفة بين المنعطفات. المحرك الأصلى التوليفة الجذابة للسيارات ذات المحرك الامامى بدفع خلفى و علبة تروس يدوية لديها مكانة خاصة فى قلوب عشاق القيادة فى صورتها الكلاسيكية المجردة. وعلى الرغم من قدم تلك التوزيعة إلا أن عودة صانعى السيارات لها حين يريدون أن يقدموا طرازا حصريا أو مميزا يثبت أنها التوزيعة الأكثر متعة لأنظمة التحكم بالسيارة. الأسلوب الذى التزمت به BMW فى سياراتها التى تعتبر «كروتا رابحة» فى الأسواق. وما ميز سيارات الشركة الباڤارية الرياضية هى تمكن الشركة من دمج الكلاسيكية مع الأنظمة التكنولوجية المعاصرة بسلاسة غير مسبوقة. رأينا هذا التكامل بين الميكانيكا والأنظمة الإلكترونية فى الصوره الأمثل فى طرازات الشركة بين E30 وM40، السيارات التى مازلنا نراها حتى الآن فى منافسات احترافية و منافسات هواة، العناصر المشتركة بينها هى المحرك ذو 6 أسطوانات وعلبة تروس ميكانيكية والتدخل البسيط والمحدود للأنظمة الإلكترونية التى تصحح أخطاء قد تفسد لذة القيادة على السائق والمشاهدة على المتفرج. محرك E92 ِولكن لسبب ما رأى كريس بانجل، رئيس قسم التصميم بBMW سابقا أن استخدام محرك من 8 أسطوانات أمر مطلوب، وولد محرك لقى انتقادات لانهائية من عشاق الشركة الأوفياء، على الرغم من براعة التصميم و قوة المحرك إلا أن الجمهور لم يريد أن ينظر إليه من منظور الشركة وكان بالنسبة لهم تغييرا غير ضرورى بالمرة. وما كان على BMW إذن إلا أن ترضخ لرغبة الجمهور بتقديمها الفئة الرابعة وكأنها تقول لمتابعيها «عفوا، فلنبدأ من جديد». وبدأت الصفحة الجديدة من حيث انتهت القديمة، أبدعت من حيث طوت الصفحة القديمة التى أزعجت البعض. بعد أن سبب محرك سيارة E92 (النسخة السابقة للفئة الثالثة) ذا الأسطوانات الثمانية جدلا كبيرا بين عشاق السيارة، عادت الشركة مرة أخرى للأسطوانات الستة مثل أيام نسخة E46. ولكن هذه المرة قامت بتزويد المحرك بشاحنين توربينيين ليتمكنا من توليد قدر كافى من القوة يلائم صورة سيارات M، مع استهلاك أكثر كفاءة للوقود، الفكرة من العودة للمحركات ذات الأسطوانات الستة كان الحصول على أفضل ما فى الجانبين. فقد تمكنت الشركة بهذه المحركات من رفع القدرة الحصانية بشكل بسيط، حيث تصل الآن إلى431 حصانا، بينما زاد عزم الدوران ليصل إلى550 نيوتن.متر. المميز فى الأمر هو أن فرع M تمكن من توزيع القوة بشكل رائع –خاصة عزم الدوران- ليكون متوفرا بالكامل بداية من 1800 د.ق وحتى 5390 د.ق، مما يؤمن تسارعا سلسا ويجعل ردود فعل السيارة سهلة التنبؤ إلى حد كبير. جدير بالذكر أن التسارع لكل من M3 سيدان وM4 كوبيه يتحقق بفضل المحرك الجديد فى 4.1 ثانية فقط، كما تم تحديد السرعة القصوى ب250 كم/س للنسخة السيدان و280 كم/س لنسخة كوبيه. النسخة الأكثر عنفاً اليوم نختبر النسخة الأكثر حصرية من M4 وأكثر عنفا أيضا M4 GTS، السيارة الأكثر تركيزا على الأداء الرياضى على الحلبات ولا تقدم أية تنازلات غير ضرورية. من خلال بعض التعديلات الملحوظة أضافت BMW حروف GTS على سيارة M4 التى توفر تجربة قيادة غاية فى التفرد على حد وصف الشركة، إضافة لتجهيزها ببعض الأدوات والأنظمة التكنولوجية التى تصرخ بقوة أن السيارة موجهة أكثر تجاه القيادة الرياضية. جدير بالذكر أن BMW سوف تقوم بإنتاج700 نسخة فقط، وقد بدأت فى تسليمها بشكل محدود جدا للأسواق العالمية المختلفة. Nurburgring تأتى السيارة بالمحرك ذاته، ولكن بعد أن تم تعديله ليولد 500 حصانا مع الحفاظ على نسب استهلاك الوقود كما هى فى النسخة الكوبيه للسيارة والتى تبلغ 8.5 ليترا لكل 100 كم. ولكن من خلال المحرك تتمكن السيارة الآن من التسارع من الثبات إلى 100 كم/س فى 3.8 ثانية فقط، وتكمل لتحقق سرعة قصوى تبلغ 305 كم/س. وما قد يثير اهتمام البعض أيضا هو حقيقة أنه تم تصميم السيارة واختبارها أيضا على حلبة Nurburgring وحققت زمنا يبلغ 7:28 دقيقة. ساهم الوزن الخفيف بشكل كبير فى تحقيق مثل هذا الزمن، حيث يبلغ وزن السيارة الأن 1510 كجم فقط وذلك بفضل استخدام البلاستيك المدعم بألياف الكربون بوفرة فى جميع أنحاء السيارة. إضافات ديناميكية الملفت للانتباه فى المحرك الجديد هى التكنولوجيا المبتكرة المستخدمة لرفع كفاءة الشحن و الاحتراق، والتى باختصار تعتمد على حقن رذاذ دقيق من الماء الفائق البرودة ليمكن الشاحن التوربينى من ضغط كمية اكبر من الهواء دون التأثير سلبا فى كفاءة الاحتراق. أبرز العناصر فى السيارة الجديدة أيضا. العواميد الحاملة للجانح الخلفى القابل للتعديل، والتى صنعت من الألومنيوم بماكينة CNC، إضافة لنظام العادم الذى يتميز بوزن فائق الخفة لتصنيعه من الألومنيوم، العجلات الرياضية أيضا من التعديلات الظاهرية فى السيارة، بجانب الفرامل الرياضية المصنعة من خليط الكربون والسيراميك وتعمل بستة كباسات فى العجلات الأمامية و4 فى الخلفية. كما توفر الشركة نظام تعليق جديد للسيارة لتحكم أفضل فى القوة الإضافية. عناصر للتعايش المقصورة الداخلية للسيارة لم تخلو من التعديلات أيضاً، حيث جهزتها الشركة بمقاعد رياضية واستبدلت الكونسول الأوسط بأخر أخف وزناً، تماماً كما فعلت بالأبواب من الداخل لتوفير المزيد من الوزن. بالطبع لم تغفل الشركة نشر بعض رموز M حول المقصورة الداخلية للسيارة، بالإضافة لبعض التطعيمات باللون البرتقالى «الحمضى» كما أسمته الشركة، مثل علامة الإشارة لرأس الساعة على المقود، والتى تساعد السائق فى تحديد مركز عجلة القيادة.. بعض الإضافات المتوفرة مع السيارة أيضاً كتجهيزات قياسية تتضمن نظام الملاحة Professional Navigation System وتكييف هواء ومعاون الاصطفاف فى الأمام والخلف ومرايا جانبية ورؤية خلفية ذاتية التعتيم ومصابيح أمامية ديناميكية تعمل بتكنولوجيا LED.. كما توفر أيضاً باقة إضافية للسيارة، أسمتها بClubsport Package والتى تضيف قفص حماية للمقصورة الداخلية باللون البرتقالى ذاته وأحزمة أمان من 6 نقاط متقابلة فى نقطة واحدة ونظام إطفاء للحريق، والغريب أن الشركة توفر تلك الباقة بدون أى تكاليف إضافية على المشترى، إلا أن الشرط الوحيد هو تقديم ما يثبت أن تلك التعديلات لا تتخالف مع قواعد المرور الخاصة بالبلد المقدم منها الطلب.
