لكل شخص حلمه وطموحه، ويجب الا يقف شىء أمام تحقيقه طالما كان ذلك ممكننا، فلا الوقت أبدا متأخر ولا السن، مهما تقدم من الممكن أن يقف حائلا أمام تحقيقه.. «يارا شلبى» سائقة الراليات المصرية من الأشخاص التى تؤمن بذلك، ولهذا عندما عشقت الصحراء قررت ألا يقف أى شىء أمام عشقها الأكبر.. بادرت بأخذ خطواتها ورغم الإخفاقات التى تعرضت لها فى البداية إلا أنها استمرت نحو تحقيق هدفها، وهو أن تكون سائقة راليات محترفة تنافس الرجال فى واحدة من أصعب التحديات الرياضية.. كان غرضها أن تكتشف الصحراء عن قرب رغم صعوبة اجتيازها لتنوع تضاريسها ما بين جبال وصخور ورمال ناعمة.. ولهذا وفى سن ال 34 عاما أصبح لديها فريقها النسائى الخاص الذى كونته بعد ثلاث سنوات فقط من دخولها أول رالى صحراوى.. «سيارات المصرى اليوم» حاورت يارا لتكشف عن حكايتها مع الصحراء والراليات وفريقها النسائى. كيف كانت بدايتك مع عالم السيارات؟ أحببت السيارات وقيادتها منذ صغرى، ولكن ليست بالطريقة المعتادة إذ أفضل القيادة السريعة، ورغم ذلك لم يكن لدى أى اهتمام بالسباقات أو أن أكون فى يوم ما سائقة سباقات سيارات على الحلبات أو الراليات الاسفلتية أو السباقات المشابهة كسباقات السرعة، لأن لدى قناعة أن أى شخص يستطيع القيادة يمكن أن يقوم بذلك؛ وهذة الأمور لم تجذبنى على الإطلاق، ولكن عندما علمت أن هناك سباقات تقام فى الصحراء وكان لدى الرغبة بدأت أهتم بها، وأخذت خطوتى الأولى فى التعرف على كيفية القيادة داخل الصحراء بتنوع تضاريسها، وكذلك على السيارات المناسبة للاستخدام على هذه النوعية من الأراضى وهى سيارات الدفع الرباعى4×4، وعلى الطرق والأساليب المناسبة لتحضير السيارة بشكل جيد للدخول إلى عمق الصحراء. متى أتى قرار الدخول إلى عالم سباقات السيارات ؟ عندما قررت المشاركة فى الراليات الصحراوية لم يكن لدى علم مسبق بأن هناك فتيات أو نساء مصريات قد قمن بالمشاركة من قبل أو يشاركن فى الوقت الحالى، كل ما كان يدور فى ذهنى هو حبى للصحراء ورغبتى العارمة فى أن أصبح سائقة راليات، وبما أن هناك راليات تقام فى مصر كان لابد أن أكون من المشاركين فيها، قمت منذ أربع سنوات بشراء سيارة «چيپ» وبالرغم من كونها قديمة إلا أنها كانت مناسبة لى كبداية فى حدود الإمكانيات، لم أهتم مطلقا وقتها إذا ما كنت الفتاة الوحيدة المشاركة أم لا، دائما أبحث عما هو غير تقليدى، فقد كنت الفتاة الوحيدة التى تمارس رياضة القفز بالمظلات كما كنت الوحيدة التى تدخل الصحراء على متن دراجة نارية، كلمة «وحيدة» لم تكن هدف فى حد ذاته.. فبالنسبة لى لا يوجد أى فرق بين رجل وامرأة فى القيام بأى شىء أيا كان. كيف بدأت أولى خطواتك نحو تحقيق هدفك؟ الخطوة الأولى كانت منذ ثلاث سنوات عندما قمت بشراء Wrangler مستعملة بسعر مناسب، وبالرغم من ذلك اضطررت للاقتراض من أحد البنوك لتجهيزها لتناسب السباقات، ولم أكن أنا وملاحتى مستعدتان، ليس لدينا خبرة تذكر، ومعا تعرضنا للكثير من المشكلات، الملاحية والفنية، خرجت تجربتى الأولى محملة بالفشل، ومنذ ذلك الوقت قررت أن أستعد بطريقة أفضل وأكثر احترافية واستعنت بأحد الملاحين المتمرسين من ذوى الخبرة، ما أهلنى لاحتلال مركز متقدم فى الترتيب العام، ثم كانت الانطلاقة الأكبر عُرض على الانضمام لفريق رحالة المدعوم من «تويوتا إيچيبت» وكان من الضرورى أن أقوم ببيع سيارتى وأن أبحث عن سيارة «تويوتا» تتلائم مع الفريق الذى ينافس رسميا باسم الشركة. كان قرارى بالموافقة صعباً لعاملين؛ الأول إيجابى لأننى سأكون إحدى أعضاء فريق كبير لديه الخبرة الكافية، العامل الثانى كان سلبيا، وهو صعوبة الحصول على الأموال اللازمة لشراء سيارة تويوتا لاندكروزر، وللمرة الثانية قررت اللجوء إلى الاقتراض حتى استطيع شراء السيارة .. والحقيقة كانت مشاركتى الأولى تحت لواء فريق رحالة ناجحة جدا فقد حصلت على المركز الأول فى الفئة التى كنت أنافس فيها. ما هى فكرة فريق GAZELLE RALLY TEAM؟ تجربتى فى رالى الفراعنة هى سبب تفكيرى فى تكوين فريق راليات نسائى خاص بى، أقوم باختيار عضواته، وتحديد أهدافه وخطط مشاركته سواء داخل أو خارج مصر، كما كان لى هدف آخر هو اكتشاف النساء المصريات عاشقات الصحراء أو ممن يشاركوننى الحلم، ولكن لا يعرفون سبيلا، ومن هنا جاءت فكرة تكوين فريق GAZELLE RALLY، فأنا أهدف بتكوينى للفريق أن أتمكن من المشاركة فى بطولة العالم للراليات الصحراوية على اختلاف جولاتها سواء فى مصر أو البلدان الأخرى، وتحقيق مركز محترم وليس فقط إنهاء السباق والوصول إلى خط النهاية، حيث أننى لم أشارك سوى فى حدث دولى واحد فقط وهو رالى الفراعنة وإن كنت لم أدرج ضمن الفئة الدولية بسبب عدم توافق سيارتى مع مواصفات الFIA. كيف تدار الأمور داخل فريقك الخاص؟ فريق GAZELLE RALLY يتكون من سبع سيدات وهم سائقة وملاحة ومديرة الفريق التى تتولى مسئولية إدارة شئون الفريق، واثنتين تقومان بمتابعة خط سير الفريق أثناء السباق وتتدخلان فى حالة حدوث مشكلة داخل الصحراء، وأخيرا مديرة للأعمال اللوجستية وهى مسئولة عن تنظيم التحضيرات والانتقالات والاستعداد خلال مراحل السباق. ما هى التحديات التى تواجهك لتوسيع مجال مشاركاتك سواء داخل مصر او خارجها؟ المشكلة فى مصر نقص الإمكانيات، فعلى سبيل المثال أريد المشاركة فى سباقات خارج مصر بدلا من وقف نشاطى وطموحى كما فعل متسابقين مصريين آخرين، لذا طلبت من نادى السيارات والرحلات المصرى مساعدتى فى تحمل بعض تكاليف مشاركاتى الخارجية، ومنها مثلا تحمل تكلفة شحن سيارتى الى أى بلد، وبالرغم من أن الفكرة لاقت ترحيبهم إلا أنهم ليس لديهم الميزانية الكافية لذلك. هناك رالى سيقام فى دولة المغرب فى شهر أكتوبر القادم، وتقدمت للنادى بطلب للمساعدة اللوجستية كتسهيل سفر السيارة، ولكنهم للأسف ليس لديهم تلك الإمكانية. أريد المنافسة من أجل رفع اسم بلدى فى الراليات الدولية حيث سأصبح المصرية الوحيدة التى تقوم بذلك. لماذا لم تطرقى أبواب أى جهة رسمية مثل وزارة الشباب والرياضة مثلا لدعمك؟ ليس لدى أى وسيلة للتواصل مع وزارة الشباب والرياضة. وكل ما أسطيع فعله هو طرق أبواب الشركات الخاصة كما حدث مع بنكQNB، وأعتبر رعاية هذا البنك خطوة على طريق فتح باب الرعاية للفريق، مع العلم أن وصولى للشهرة والمراكز المتقدمة هو ما شجعهم على رعايتى. ماذا عن أحدث مشاركاتك فى الراليات سواء المحلية أو العالمية؟ أحدث مشاركاتى كانت فى رالى «أم القيوين» ضمن بطولة الإمارات موتوربلكس، يتكون من مرحلتين بمسافة 30 كم تقطع مرتين وعلى مدار يوم واحد، وقد قام المنظمون بتوفير كل ما أحتاج إليه من أجل المشاركة، من سيارة مجهزة وفريق صيانة كامل وإقامة وكل ما تحملته فقط هو تذكرة الطيران إلى دولة الإمارات، فهم محبين لسباقات السيارات ولديهم الإمكانيات المادية وغيرها، كما عرضوا على مساعدتى للمشاركة فى رالى أبوظبى الدولى، وحاليا لدى عروض رعاية من شركات إماراتية للمشاركة فى الراليات التى تقام بدول الخليج العربى. كيف كانت تنظر إليك الفرق الأخرى المشاركة فى الراليات عند بداية مشاركتك؟ كنت فى البداية مادة خصبة للسخرية من قبل الرجال، لم يكن لدى وملاحتى الخبرة الكافية فى بداية مشوارى، ولكن بعد اكتسابى الخبرة وبمزيد من الاحتكاك وتحقيق النتائج والمراكز المشرفة أصبحت محل تقدير الجميع، خصوصا بعد تكوينى لفريق خاص من النساء وتعدد مشاركاتى الخارجية. كيف توازنين بين حياتك الخاصة والعملية وبين الراليات؟ فى بداية خوضى للراليات كانت حياتى الخاصة والعملية فى غاية السوء والارتباك وعدم التركيز، ولكن مع استمرارى فى السباقات بدأت أنجح فى الفصل بين العمل وبين حياتى الخاصة فى المنزل واستعدادى وتحضيرى للراليات، أؤمن بأن هناك وقت كاف لكل شىء ولكن المهم هو التنظيم وترتيب الأولويات. ماهى الرسالة من خلال ممارستك للراليات الصحراوية وللنساء خاصة؟ لا أريد من أى شخص أياً كان أن يفقد حلمه فى يوم من الأيام، هناك وقت لتحقيق الحلم مهما تأخر العمر، إذا كنت تحلم بأن تصبح بطلا فى سباقات السيارات يجب أن يكون هدفك بطولة العالم، وليس المشاركة والفوز ببطولة محلية فقط، لا تنظر تحت قدميك، احلم بالأكبر وسيتحقق حلمك فى يوم من الأيام، الشىء الآخر أنه لا يوجد فرق بين رجل وامرأة فهذا التصنيف من بنات أفكارنا، عندما بدأت فى خوض الراليات اكتشفت أننى الفتاة الوحيدة بين كل هؤلاء المتسابقين من الرجال ولم يهمنى ذلك على الإطلاق ولم أهتم بمن حولى ولا بكلامهم، كثيرا منا يمر به العمر وهم يتمنون أن يحققوا حلمهم ولكنهم لا يتمكنون، لأنهم اهتموا بكلام الناس وضاعت أحلامهم.