التقى مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، السفير زيد بن رعد الحسين، كلًا من علاء شلبي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وعبدالباسط بن حسن، رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان، بحضور محمد النسور، رئيس فريق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية. وناقش الاجتماع آفاق تطوير التعاون بين الأطراف الثلاثة للعمل المشترك للتغلب على التحديات التي تكبل تعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية وتعزيز ثقافتها. وتناول الاجتماع عددًا من التحديات الرئيسية التي تكبّل جهود إصلاح وضعية حقوق الإنسان، والاستناد بصفة خاصة على دور المجتمع المدني ومنظماته العاملة في مجال حقوق الإنسان، وعبر بناء الشراكات الاستراتيجية بين المفوضية والمنظمات الحقوقية الإقليمية الكبرى، واستثمار موروث التعاون المتراكم بين الأطراف الثلاثة في هذا الإطار. وأكد علاء شلبي، في تصريحات صحفية، أن الآراء توافقت خلال الاجتماع على تعميق التعاون والتشاور في المرحلة المقبلة، مع إيلاء الاهتمام بتعزيز قدرات الحركة الحقوقية في مجالي الدفاع والحماية ومعالجة النقص الكبير في قدرات الرصد والتوثيق والتقارير، وأهمية تدقيق المعلومات والادعاءات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق الأزمات، حيث تزاحم النزاعات المسلحة مع الإرهاب، فضلًا عن تنامي الاضطراب السياسي في غيرها، وضرورة تنسيق الأدوار وتحقيق التناغم في سبل التدخل لمواجهة الانتهاكات ومعالجة الإشكاليات. وقال «شلبي» إن الآراء توافقت على أهمية تعزيز جهود التربية على حقوق الإنسان، وخاصة بالاستثمار في القطاعات الرئيسية المؤثرة، لاسيما الاستثمار في إصلاح منظومة التعليم، وبما يشكل مدخلا أساسيا للإصلاح وبناء حماية متقدمة لحقوق الإنسان، والاهتمام ببناء الثقافة المدنية الحامية للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وبما يناهض ثقافة العنف والإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية، وتطوير قدرات الحركة الحقوقية في مجال الاقتراح بالتوازي مع تنمية قدراتها في مجال الاحتجاج على الانتهاكات. وأشار «شلبى» إلى أنه تم الاتفاق على النهوض بشراكة استراتيجية مفتوحة تدعم الانفتاح على الشركاء والفاعلين ذوي الصلة، بما في ذلك المؤسسات الوطنية التي باتت تلعب دورا متزايدا، والأجهزة الرسمية والهياكل الحكومية واللجان البرلمانية ذات الاختصاص.