أعاد حريق العتبة والغورية، من جديد ملف الأسواق، والمخازن ومصانع «بير السلم»، المعرضة للحرائق فى أى وقت، ما يهدد حياة الآلاف من المواطنين، وخسارة الملايين من ثمن البضائع والمنتجات، التى من بينها البلاستيكات والأوراق، فلم يكن حريق العتبة، أول حادث من نوعه فى ملف المناطق التى توجد بها مواد قابلة للاشتعال، دون رقابة حقيقية من الأجهزة المختصة بالدولة، لاسيما فيما يتعلق بمدى تطبيق عوامل السلامة والأمان فى تلك الأماكن، التى يزداد خطرها مع اتساع بؤرتها وسط الكتل السكنية. رغم إصدار مجلس الوزراء قانون رقم 1215، الذى يحظر السماح بإقامة مشروعات صناعية جديدة خارج المناطق الصناعية، ومحاولات الدولة نقل مصانع «بير السلم»، والأنشطة التجارية المتلاحمة مع الكتلة السكنية إلى المناطق الصناعية، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، لتخرج لنا مناطق صناعية خطرة وسط الكتل السكنية تهدد حياة المواطنين بصورة مستمرة. «المصرى اليوم» رصدت عددا من مصانع «بير السلم» للمنتجات الورقية والبلاستيك والقماش، بجانب سوق المناصرة، داخل محافظاتالقاهرة الكبرى، حيث تتمركز هذه الصناعات داخل العقارات السكنية، التى هى رهن الاشتعال فى أى لحظة فى ظل غياب الحد الأدنى من الأمان الصناعى. باسوس.. الباب الأسود ل«الصناعات المضروبة» أجولة المنتجات الورقية أسفل المنازل فى باسوس داخل أحد مخازن العقارات الحديثة، افترشت إلهام ابنة الثالثة عشرة الأرض، وسط أكوام من حفاضات الأطفال والمنتجات الورقية، تلتقط الحفاضات لتعبئها داخل أكياس تحمل إحدى العلامات التجارية، يمر عليها شاب ثلاثينى بين الحين والآخر لمتابعة ما أنجزته، يتصبب عرقها بغزارة، فالمخزن رغم اتساع مساحته يخلو من فتحات تهوية، فيما عدا «مروحة سقف» واحدة، يحيطها العنكبوت ويبدو أنها مُعطلة، ثمانى ساعات تقضيها إلهام فى عملها لا تستطيع الخروج إلى الشارع خوفا من صاحب العمل الذى يغلق باب المخزن على الفتيات العاملات.المزيد «الأزهر»..قاهرة الفاطميين تبحث عن «صمام أمان» محرر «المصرى اليوم» مع أحد أصحاب المحال فى نهاية شارع الأزهر، عمق قاهرة الفاطميين بمنطقة العتبة، يجلس «مصطفى علاء» 50 عاماً على كرسى أمام محله التجارى الذى ورثه عن والده، لتجارة الأقمشة، يتهامس مع أحد أصدقائه عن حريق العتبة، الذى امتدت آثاره لعدد من واجهات المحال التجارية التى تتراص على امتداد الممر الضيق المزدحم بمئات المواطنين الذين يفضلون منتجاته لأسعاره المتوسطة. المزيد «المناصرة»: «تلدغ» من الحرائق دائماً أحدث معارض الأثاث من المناصرة خلال ممر ضيق بشارع الأزهر يمتد طوله لأكثر من 100 متر، تتراص على جانبيه عشرات المحال التجارية للأثاث، والتى تتباين خلاله مساحات المحال من واحد لآخر، ذاع صيت سوق «المناصرة» كأهم وأكبر معرض لبيع الأثاث والموبيليا داخل القاهرة، بهذا الشارع الضيق الذى لايسع لمرور سيارة داخله. المزيد جيران مصانع «بير السلم»: الدولة تعتبرنا «مواطنين درجة تانية» محررة الجريدة بين منتجات البلاستيك فى مسطرد على مدار أكثر من 5 أعوام عمل فيها الشاب العشرينى أحمد عبدالرؤوف داخل مصنع لصناعة مواسير البلاستيك، بمنطقة صفط اللبن، ظلت مشاهد الحرائق هى الأمر الوحيد العالق فى ذاكرته طيلة فترة عمله،والتى حصدت أرواح 3 من زملائه نتيجة الاختناق منذ أكثر من عامين، بجانب تعرض أعداد كبيرة من زملائه لإصابات عمل أفقدت أغلبهم القدرة على العمل. المزيد خبراء السلامة المهنية: الرقابة غائبة.. ونقل المحال ليس حلاً خراطيم الكهرباء تفترش شوارع باسوس أجمع عدد من خبراء السلامة المهنية أن المُشكلة الرئيسية التى تجعل أى منطقة تجارية مُعرضة للحرائق مرتبطة بشكل رئيسى بالتخطيط العشوائى لهذه الأسواق المنتشرة فى كافة محافظات الجمهورية، مؤكدين أن الحلول المرتبطة بنقل هذه المناطق إلى المدن الجديدة حلول غير فاعلة، وأن مُعالجة هذه المُشكلة ينبغى أن ترتبط بتطوير منظمة الأمان الصناعى كلياً، وتفعيل نظام الرقابة من جانب المفتشين المختصين حسبما توضحه القوانين الخاصة بهذا الأمر، التى تنظم هذه العملية. المزيد
