أعرب الاتحاد الأوروبى عن قلقه من مهاجمة الأمن مقر نقابة الصحفيين، وقال، فى بيان الثلاثاء، إن «اقتحام نقابة الصحفيين من قبل رجال الأمن تطور مقلق بجانب استمرار ظاهرة تقييد الأماكن العامة والمجتمع المدنى وحرية التعبير، والذى دلل عليه عدد المقبوض عليهم خلال مظاهرات شهر إبريل». وأضاف البيان: «حرية التجمع السلمى وحرية الصحافة من ضروريات الديمقراطية لضمان احترام وسماع جميع الأصوات السلمية، ويجب إطلاق سراح جميع معتقلى الرأى، وتعديل قانون التظاهر بشكل يوافق الدستور المصرى». من جانبها، نددت لجنة حماية الصحفيين الدولية باقتحام مقر النقابة والقبض على الصحفيين، ووصفت مصر بأنها ثانى أسوأ دولة بالعالم فى حبس الصحفيين- وفقا لدراسة أعدتها اللجنة. وانتقدت عدة صحف دولية وعالمية مداهمة الأمن مقر النقابة، والقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، بتهم تنظيم مظاهرات وزعزعة استقرار الدولة. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، إنه على الرغم من القبض على عشرات الصحفيين خلال العام الماضى، إلا أن هذه هى المرة الأولى التى تداهم فيها الشرطة النقابة فى تاريخها، الذى يبلغ 75 عاما. وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية تواجه اتهامات من قبل جماعات حقوق الإنسان باستخدام الاختفاء القسرى والتعذيب بحق المعارضين المحتجزين لديها، ونقلت الصحيفة تنديد النقابة بمداهمة مقرها واعتقال الصحفيين. وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى تقارير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، التى تقول إن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى عزز ثقافة الإفلات من العقاب منذ وصوله إلى السلطة فى عام 2014. وقالت صحيفة «نيوجيرسى هيرالد»، الأمريكية، إن نقابة الصحفيين كانت دائما نقطة انطلاق للمسيرات والمظاهرات، حتى فى عهد مبارك، كأحد الأماكن النادرة التى يمكن للأشخاص التعبير عن غضبهم فيها دون أن يخشوا الاعتقال، وأضافت الصحيفة أن مقر النقابة لفت الانتباه مؤخرا بسبب تجمع 2000 متظاهر هناك للتظاهر ضد منح السعودية حق السيادة على جزيرتى تيران وصنافير. وأشارت صحيفة «بوسطن جلوب»، الأمريكية، إلى مطالب الصحفيين بإقالة وزير الداخلية المصرى بسبب اقتحام الشرطة مقر النقابة، وإطلاق سراح عمرو بدر، ومحمود السقا، ونقلت شهادات أعضاء بالنقابة الذين وصفوا مداهمة الشرطة ب«الهجوم البربرى»، وقالوا إن الاعتداء على كرامة الصحافة والصحفيين فى نقابتهم فاجأ المجتمع الصحفى والشعب المصرى. ونقلت الصحيفة عن أعضاء نقابيين قولهم إن الهجوم على مقر النقابة كان كبيرا، اشترك فيه عشرات من الضباط، وإن الاقتحام نتج عنه إصابة أحد حراس الأمن بالمقر. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، إلى بيان وزارة الداخلية الذى نفى استخدام العنف فى دخول النقابة، وأن الصحفيين محل الاتهام قد سلما نفسيهما طواعية بعد معرفتهما بصدور أمر بالقبض عليهما. يأتى ذلك فى الوقت الذى قالت فيه سفارة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة إن مداهمة قوات الأمن المصرية لمبنى نقابة الصحفيين تطور مقلق للغاية ويعكس توجها لتضييق الخناق على المجتمع المدنى وحرية التعبير وتبين فى عدد كبير من الاعتقالات على إثر مظاهرات إبريل. وأضافت، فى بيان، أمس، أن حرية الصحافة من أساسيات الديمقراطية، وذلك لضمان سماع جميع الأصوات السلمية واحترامها. وطالبت بإطلاق سراح «المعتقلين» بسبب التعبير عن رأيهم، وأن يكون القانون المنظم لحق التجمع متفقا مع الدستور المصرى.