انتهت الجولة 36 من البريميرليج، مساء الإثنين، وانتهى معها الصراع على اللقب رسميًا بعد فشل توتنهام في فك عقده استمرت ل26 عاما على ملعب ستامفورد بريدج، وفشل الفريق في الحفاظ على تقدمه بهدفين دون مقابل على تشيلسي، الذي ثار وعاد بقوة عن طريق البديل الذهبي إدن هازارد، والذي شاءت الأقدار أن يكون هدفه، وهو أفضل لاعب في الموسم الماضي، هدف إهداء لقب الدوري للفريق الأكثر جدارة واستحقاقًا له، ليستر سيتي. الجولة شهدت تسجيل 31 هدفا في معدل تهديفي جيد، وشهدت أيضًا خروج البطاقة الحمراء في 3 مناسبات، بينما شهدت الجولة الكثير من البطاقات الصفراء أبرزها في مباراة ديربي لندن بين تشيلسي وتوتنهام، والذي شهد خروج البطاقة الصفراء في 12 مناسبة، 9 منهم لفريق توتنهام، الذي حطم الرقم القياسي في عهد البريميرليج بهذا العدد من البطاقات الصفراء في مباراة واحدة. لم يكن هناك حدثا في هذه الجولة أكبر أو أبرز من حدث حسم ليستر سيتي للقب البريميرليج، لقب الدوري الأول في تاريخ النادي الذي أسس في عام 1884 (132 عاما)، ولم يسبق للفريق تحقيق لقب الدوري من قبل، وكانت أقرب مناسبة له في المنافسة على اللقب تعود لبداية الستينيات من القرن الماضي. مع حصول الثعالب على لقب البريميرليج لأول مرة، يأتي المدرب كلاوديو رانييري هو الآخر ويحصد اول لقب دوري ممتاز في تاريخ العجوز المحنك، لقب جاء بعد 30 عاما أمضاها الإيطالي في مجال التدريب، ومر على أسماء كبيرة في عالم كرة القدم مثل يوفنتوس وإنتر ميلان وروما وفالنسيا وأتلتيكو مدريد وتشيلسي وموناكو، ومع كل هذه الأسماء، فشل الإيطالي في تحقيق لقب الدوري مع أي منهم على الرغم من اقترابه في بعض المناسبات، وكان أبرز لقب في مشواره المهني كمدرب هو لقب كأس ملك إسبانيا، وتشاء الظروف والأقدار أن يتوج الإيطالي مشواره المهني بعد كل هذه الفترة الطويلة بلقب دوري هو الأصعب في تاريخ الكرة، بل والرياضة العالمية، البريميرليج، ويكون هذا التتويج مع فريق مثل ليستر سيتي، لم يسبق له من قبل تحقيق ذلك، لتكتمل الرواية الجميلة المستحيلة، التي بالقطع ستدرج في جميع قصص وحكايات الساحرة المستديرة عن جمالها وروعتها. ليستر سيتي استحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، في كل جولة كان الجميع لا يصدق ما يحدث، جاري لينكير، لاعب النادي السابق ومحلل قنوات بي بي سي ومقدم برنامج MOTD الشهير، وعد بتقديم البرنامج على الهواء بملابسه الداخلية حال أن حسم ليستر سيتي اللقب. أحمد حسام «ميدو»، النجم المصري ومحلل قناة beIN Sport وعد بحلاقة شعره بالكامل لو حقق الثعالب المستحيل وفازوا بلقب الدوري، وكثيرون وعدوا بأشياء صعبة أمام استحالة إمكانية ليستر سيتي في تحقيق الدوري، البعض قرر الركض في الشوارع عاريًا، الآخر وعد بتحويل ديانته إلى البوذية حال أن حقق ليستر اللقب، كل هؤلاء الآن في مواقف لا يحسدوا عليها بعد تحقيق الثعالب للمستحيل. موسم مجنون وأحداث مثيرة ونتائج لا تصدق، لكن المؤكد أن ما حدث في النهاية هو أن البطل كان من يستحق، عندما يتوج رياض محرز بجائزة أفضل لاعب من رابطة اللاعبين المحترفين (تصويت لاعبي البريميرليج)، ويتوج جيمي فاردي بجائزة أفضل لاعب من رابطة الكتاب الرياضيين الإنجليزي (تصويت الكتاب)، ويدخل قائمة فريق الموسم 4 لاعبين من الفريق، كل هذه عوامل تؤكد جدارة واستحقاق الفريق باللقب الذي سيخلد، ليس فقط في تاريخ البريميرليج، بل في تاريخ الكرة العالمية، عندما تحدت الجماعية والاتحاد والإرادة، الأموال والنجوم أصحاب المهارات العالية، ونجحت في النهاية تحقيق اللقب لليستر سيتي أمام فرق أنفقت الثروات على اللاعبين الكبار والمدربين أصحاب الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم.
