قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، إن قصف الأسواق والمرافق الطبية في سوريا أصبح يمثل تجاهلا وحشيا للحياة المدنية هناك من قبل جميع الأطراف، وحث جميع الأطراف على التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة، لافتا إلى أن التقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور تشير إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين. وأضاف «الحسين»، في بيان له، الجمعة، تعليقا على قصف المستشفى في حلب ومن قبلها السوق في معرة النعمان بسوريا، أنه وفي الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة السورية في حلب قامت الطائرات الموالية للحكومة السورية في الأيام الماضية بتدمير المستشفى الرئيسى والمرافق الطبية الأخرى مما أفضى إلى مقتل عدد من العاملين في المجال الطبى بمن في ذلك طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في المنطقة فضلا عن العديد من المرضى. وقال «الحسين» إنه في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من حلب ضرب مستشفى أخرى وقتل العديد من المدنيين واعتبر زيد أن العنف في سوريا قد ارتفع إلى مستويات ماقبل وقف الأعمال العدائية هناك محذرا من أن هناك تقارير مقلقه للغاية عن تعبئة عسكرية تشير إلى تصعيد فتاك. وذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أنها وثقت العديد من الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى والأسواق خلال أوقات الازدحام وجميعها قد ترقى إلى جرائم حرب، واعتبرت المفوضة هذه الحوادث إشارات إلى تجاهل مثير للقلق لأحد الأركان الأساسية للقانون الإنسانى الدولى. وتابع «الحسين»: «هناك حاجة عاجلة من جميع الجهات ذات الصلة لضمان حماية المدنيين في سوريا ومحاربة الإفلات من العقاب وحيث يشجع عدم المساءلة على العديد من الانتهاكات المروعة للقانون الإنسانى الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مضيفا أن استمرار الوضع وعدم إحالة مجلس الأمن للملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية هو مثال على الشكل المخزي للسياسة وأن القوى العظمي في العالم تصبح شركاء في التضحية بمئات الآلاف من البشر وتشريد الملايين حيث لايوجد أمام العديد من مجرمي الحرب في سوريا أي عقبة لوقف المساهمة في دوامة القتل والدمار التي اجتاحت البلاد.
