المؤكد أن كورنيش النيل كان يحتاج إلى تطوير منذ سنوات طويلة، فلا يمكن ترك هذا المطل الرائع الذى لا تحظى به العديد من أشهر مدن العالم مهملا تعمه الفوضى. ولكن كيف سيتم التطوير؟ ومن سيستفيد منه؟ الجمهور الذى يصبو إلى الاستمتاع بهذا المطل الطبيعى النادر أم الفنادق الكبرى ليتحول الكورنيش أيضا إلى «متحف مفتوح»؟ فى السطور القادمة تقدم «منطقتى» كل المعلومات الخاصة بمشروع تطوير الكورنيش، من واقع خطط العمل وتصريحات المسؤولين الرسميين، وكذلك أصحاب المراسى النيلية الذين تم إخلاؤهم مؤخرا لبدء العمل، بالإضافة إلى التفاصيل الفنية الخاصة بمسارات المشاة والدراجات ومدرجات الجمهور. بدأ مشروع تطوير الواجهة النيلية للقاهرة الخديوية فى أغسطس 2015 باجتماع حضره محافظ القاهرة ووزراء السياحة والبيئة والرى لمناقشة خطة تنفيذ المشروع التى تتضمن تطوير الكورنيش على مرحلتين، الأولى من كوبرى أكتوبر حتى كوبرى قصر النيل، والثانية من كوبرى أكتوبر حتى كوبرى 15 مايو. يتضمن التطوير حماية جوانب النهر وتطوير الأتوبيس النهرى وإنشاء ممرات للمشاة، بالإضافة إلى مدرجات لجلوس المواطنين وتأهيل الأرصفة والأسوار، وإقامة مساحات خضراء بهدف عودة المظهر الجمالى للمنطقة التى تشهد ارتيادا ملحوظا من المواطنين والسائحين. وبدأ العمل بالفعل فى المرحلة الأولى بإزالة المراسى النيلية فى سبتمبر من العام الماضى، وشملت أعمال هذه المرحلة تطوير المنطقة الواقعة بين الشارع وتضمنت تبليط الأرصفة بالجرانيت وتوفير مقاعد جرانيتية وتركيب الإضاءة والتشجير، ونفذتها مديرية النقل بمحافظة القاهرة، فيما تشمل المرحلة الثانية التى يجرى العمل بها حاليا منطقة ما بعد سور الكورنيش والتى تسمى «المسطاح» من خلال التدبيش بالحجارة بعد اقتطاع جزء من النيل ورصفه لتحويله إلى مسارات للمشاة، وتنفذها وزارة الرى. والمسطاح هو الضفة الملاصقة للنيل، يفصل بينها وبين الرصيف سور حديدى. وهو الجزء الذى يستضيف المراسى. ويقوم تطوير المسطاح على تحويله إلى مسار إضافى للمشاة، يمكن النزول إليه بدرجات سلالم،واستغلاله فى التنزه. والمسطاح- على خلاف الرصيف- تابع لوزارة الرى، ما يجعلها شريكا أساسيا فى تطوير الكورنيش. وقد تم الانتهاء فعلياً من تطوير المرحلة الأولى، فيما بدأ العمل فى المرحلة الثانية خلال فبراير الماضى، ويتم حاليا دراسة تطوير محطة الأتوبيس النهرى بماسبيرو، وكيفية استغلال المكان سواء ما قبل سور الكورنيش أو منطقة المسطاح بعد السور، من خلال إنشاء كافيهات ومطاعم لخدمة المواطنين. شاركت فى تمويل المشروع عدة جهات هى محافظة القاهرة ووزارتا السياحة والرى واتحاد بنوك مصر، فيما شاركت جهات أخرى فى أعمال التطوير، منها شرطة المسطحات المائية التى ساعدت فى نقل المراكب من كورنيش النيل إلى منطقة الساحل بالتنسيق مع مديرية الأمن وشرطة المرافق.