3 دقائق وبعض الثواني من بداية مباراة ديربي تورينو بين يوفنتوس وتورينو، كانت كل ما استلزمه ليتوج جانلويجي بوفون برقم قياسي مميز أقرب للمستحيل في عالم الكالتشيو، بتحطيمه للرقم القياسي السابق المسجل بأسم حارس ميلان الأسطوري سيبستيانو روسي وهو 929 دقيقة متتالية في الدوري الإيطالي دون استقبال أهداف، رقم صمد منذ موسم 1993/ 1994، واحتاج لقرابة ال22 عاما ليتحطم على يد حارس أسطوري آخر، وهو بوفون. مرمى بوفون ظل صامدًا دون استقبال أي أهداف منذ العاشر من يناير في بداية العام الحالي، عندما استقبل آخر الأهداف في الدوري بقدم أنطونيو كاسانو في مباراة يوفنتوس أمام سامبدوريا، التي انتهت بفوز اليوفي بنتيجة 2-1، ومن بعدها بدأ الحارس في صنع رقم شخصي مميز وصل في مباراة، الأحد، إلى 974 دقيقة متتالية في مسابقة الدوري دون استقبال أهداف، وإن كان هذا الرقم قد توقف اليوم بشكل رسمي عندما سجل أندريا بيلوتي هدفا لمصلحة تورينو من ركلة جزاء في مباراة الديربي، التي حسمها اليوفي لمصلحته بنتيجة 4-1، لكن بوفون رسخ اسمه في سجلات الكالتشيو بهذا الرقم المميز، الذي سيكون من الصعب على أي حارس آخر في الوقت القريب أن يحققه. «ستكون العلامة الأبرز في مشوار مميز لحارس مذهل»، هكذا وصف الحارس الإيطالي الشهير دينوزوف تلك اللحظة التي مر بها بوفون. زوف كان واحدا من الأسماء الكبيرة العديدة التي تخطاها بوفون ليصل إلى ذلك الرقم المميز (903 دقيقة دون استقبال أي أهداف في البطولة، أصبح ثالث أفضل رقم في تاريخ المسابقة)، إلا أن ذلك لم يمنع الحارس والمدرب الكبير بوصف لحظة بوفون بالعلامة الأبرز في مشواره، والذكرى الأهم له. كرة القدم ابتسمت في وجه الحارس الإيطالي ولم تدير له ظهرها مثلما فعلت في منتصف الأسبوع الماضي، عندما خسر فريقه التقدم أمام بايرن ميونخ وخرج من مسابقة دوري الأبطال في الوقت القاتل، ليُحرم بوفون لموسم آخر من الوصول للقب الوحيد الذي ينقصه ليزين مسيرته الرائعة كواحد من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم. بوفون بالقطع يستحق هذا الإنجاز لما قدمه على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي مع منتخب بلاده أو مع ناديه يوفنتوس وبارما سابقًا، واستحق أن يكون اسمه على رأس قائمة أفضل الحراس في تاريخ جنة كرة القدم، الدوري الإيطالي.
