انتقد عدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب أداء مجلس النواب، واتهموه بالتباطؤ فى القيام بمهامه طيلة شهرين من انعقاده، فيما دافع نواب عن أنفسهم، قائلين إن إعداد وإقرار اللائحة الداخلية استغرقا وقتا ومجهودا كبيرا، مؤكدين أن الوقت لايزال فى صالحهم. وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن البرلمان قام بدور سلبى وقدم نموذجا غير إيجابى بممارساته، لمحاولة البعض الهيمنة على مسيرته، وخصوصا ائتلاف دعم مصر، الذى وصفه بأنه «يسىء لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسى». وأضاف السعيد، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن دعم مصر عطل مسيرة البرلمان، وعطل تشكيل اللجان النوعية، مؤكدا أن رئيس البرلمان يتحمل جزءا من المسؤولية، حيث يميل لائتلاف دعم مصر الذى أتى به رئيسا للبرلمان، وعليه أن يدرك أنه أصبح رئيسا للنواب وليس رئيس ائتلاف دعم مصر. وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى، إن أداء المجلس بطىء بسبب طبيعة تكوينه، لافتا إلى أنه «لم يقم بدوره الرقابى على الحكومة، وأقر تشريعات بادعاء حدوث فراغ تشريعى، وهذا غير صحيح»، مستشهدا بإقراره قانون مكافحة الإرهاب رغم وجود نصوص كافية بقانون العقوبات. واعتبر الزاهد أن قانون الانتخابات الذى أتى بالنواب انعكس على أدائه ولائحته التى تعطلت، وغلب عليها الطابع الإقصائى بتشكيل الائتلافات وهيمنة الحزب الواحد، وهو ما أدى إلى الكثير من المشاحنات، مشيرا إلى أن المجلس تقاعس عن دوره الرقابى للحكومة، بل وحارب عدد من أعضاء رئيس جهاز المركزى للمحاسبات فى كشفه للفساد. من جانبه، دافع النائب إيهاب الخولى عن البرلمان، قائلاً إن إعداد لائحة المجلس احتاج لوقت ومجهود كبيرين، لأنها تؤسس لمستقبل العمل البرلمانى، مشيراً إلى أن المجلس أعد وناقش لائحة تضم أكثر من 400 مادة، خلال شهر. وأضاف «الخولى» أن المجلس لم يبدأ عمليه الرقابى والتشريعى بشكل كامل حتى الآن، حتى تكتمل أركانه، وسيبدأ نشاطه الحقيقى ببيان الحكومة، المقرر له نهاية الشهر الجارى، وبعدها يمكن الحكم على أداء النواب والمجلس، بعيداً عن بعض التصرفات التى خرجت من بعض النواب، والتى لا تمثل الوجه الحقيقى للمجلس، وتابع: «الوقت مازال فى صالحنا لإثبات العكس». وقال النائب عمرو أبو اليزيد إن هناك اتجاها عاما معاديا للبرلمان، حتى قبل أن يبدأ انعقاده، وهناك حملات تشكيك فى المجلس ونوابه وحتى فى مستقبله، وصلت إلى أن يردد البعض أن المجلس لن يستمر وسيتم حله، رغم أن كل المقدمات وما شهدته جلساته تعكس قدرة المجلس على الاستمرار والنجاح، فمناقشات اللائحة اتسمت بالجدية، وظهر أداء النواب جيدا، خلال الفترة الماضية، وأغلب النواب تقدموا بمقترحات للتعديل والتغيير فى اللائحة، وهو المتاح الآن. وأضاف «أبو اليزيد» أن الحديث عن تباطؤ أو عدم قيام المجلس بمهامه غير واقعى، فالمجلس لم تكتمل أركانه بعد، ولكن بعد انتخاب اللجان وإلقاء بيان الحكومة سيظهر الوجه الحقيقى للمجلس. ورفض ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، تبريرات مجلس النواب للإجازات الطويلة، وأكد أن تعطيل البرلمان عن القيام بواجباته الدستورية متعمد من الحكومة ومن ائتلاف دعم مصر، وقال إنه كان يجب على مجلس النواب عقب انتخاب رئيسه ووكيليه تخصيص جلسة عامة للاستماع إلى بيان رئيس مجلس الوزراء عن تشكيل حكومته وبرنامجها، كما تنص الفقرة قبل الأخيرة من المادة 146 من الدستور. وأضاف رئيس حزب الجيل: لم يأخذ مجلس النواب الأمر بالجدية المطلوبة ووقع فى مخالفات دستورية ولائحية ستكون عقبة أمام استمرار المجلس مستقبلا. وأرجع ناجى الشهابى ارتكاب تلك المخالفات لغياب عامل الخبرة عن مكتب المجلس والأمين العام، ودعا رئيس الجمهورية لإعادة تكليف المهندس شريف إسماعيل مرة أخرى قبل تقديمه بيان حكومته فى 27 مارس الجارى إذا كان مازال متمتعا بثقته حتى لا نقع فى مخالفة دستورية بسبب عدم تقديمه لبيان حكومته فى أول اجتماع لمجلس النواب كما ينص الدستور.
