انطلاقة الجولة ال29 من البريميرليج ستكون بلقاء ناري مثير ومشحون، بين عملاقي شمال العاصمة الإنجليزية لندن، توتنهام هوتسبيرز وأرسنال. لأول مرة منذ بداية عهد البريميرليج يكون هذا الديربي مؤثرا في عامل المنافسة على اللقب، ففريق توتنهام كان دائمًا بعيد عن اللقب أو ينافس على المركز الرابع، بينما أرسنال سبق وأن حصد اللقب في 3 مناسبات سابقة ونافس في العديد من المواسم الأخرى على اللقب من مجموع 23 موسما في البريميرليج. أداء السبيرز الاستثنائي هذا الموسم ووصوله للمركز الثاني من جدول الترتيب، بفارق 3 نقاط عن المتصدر الحالي، ليستر سيتي، هو ما أعطى الديربي هذه المرة الصبغة التنافسية الكبيرة والضخمة التي تتخطى فكرة انتصار الجار على الجار لفكرة الوصول للقب. وعلى عكس أغلب المناسبات، يدخل توتنهام المباراة وهو صاحب الحظوظ الأوفر لتحقيق الانتصار ومطاردة اللقب الذي لم يكن الفريق قريبًا منه في أي مرة من ال23 نسخة الماضية مثلما هو الآن حاليًا، مع تبقي 10 جولات على نهاية الموسم. أرسنال يدخل المباراة وهو في أسوأ حال ممكن بعدما تلقى الفريق 3 هزائم (في مختلف البطولات) في أسبوع تقريبًا، وهي سلسلة سلبية لم تحدث منذ عام 2010. ربما نتائج الفريقين في عام 2016 في بطولة الدوري توضح مدى أفضلية توتنهام في مباراة، السبت، فتوتنهام هو أفضل فريق في البريميرليج لعام 2016 محققًا 8 انتصارات وتعادل وهزيمتين بإجمالي 25 نقطة من اصل 11 مباراة لعبها الفريق منذ بداية العام الحديد، أما أرسنال فهو لم يحقق سوى 4 انتصارات و3 تعادلات و5 هزائم، ليجمع الفريق 15 نقطة من أصل 33 نقطة متاحين منذ بداية العام. بعيدًا عن النتائج الأخيرة للفريقين، تعتبر فترة أرسين فينجر التدريبية لأرسنال في مواجهة السبيرز هي الأنجح لمدافع شمال لندن في مواجهة الغريم التقليدي على مدار تاريخ مواجهتهما. فينجر في مختلف البطولات المحلية واجه 10 مدربين مختلفين للسبيرز آخرهم المدرب الحالي ماوريسيوبوشيتينو خلال 19 موسما عمل فيها كمدرب لأرسنال، لعب 47 مباراة، حقق الانتصار في 22 مباراة وخسر في 7 فقط. لكن مدرب توتنهام يمتلك سجلا جيدا أمام فينجر في مباريات الدوري، فمدرب ساوثهامبتون السابق والسبيرز الحالي سبق وأن واجه فينجر في 5 مناسبات سابقة، حقق انتصارا واحدا وتعادل في 3 مناسبات وخسر في مواجهة وحيدة. ملعب «وايت هارت لاين»، الذي سيستضيف مباراة، السبت، شهد العديد من المواجهات التاريخية بين الفريقين لعل أبرزها يوم أن توج أرسنال بلقب آخر دوري حصده في موسم 2003/2004 عندما تعادل بنتيجة 2-2 مع مضيفه، وإن كان الفريق لم يفز سوى في مباراة وحيدة من آخر 6 زيارات لملعب السبيرز الشهير في البريميرليج، تلقى فيهم 4 هزائم وتعادل وحيد. توتنهام أهدر في الجولة الماضية فرصة اعتلاء القمة بخسارته أمام ويست هام يونايتد، وبقى على بعد 3 نقاط من ليستر سيتي المتصدر، أما أرسنال فقد خسر مباراتين متتاليتين جعلته يبتعد عن القمة برصيد 6 نقاط. فوز أرسنال سيعطل مطاردة السبيرز للقمة ويجعل الفريقان يتساويان في نفس الرصيد من النقاط، ويعيد أرسنال لحسابات المنافسة بشكل أفضل، أما فوز توتنهام فسيعطي الفريق الأفضلية في المطاردة على القمة وابعاد الخصم والجار تمامًا عن المنافسة، بينما التعادل سيكون أفضل سيناريو للمتصدر الحالي ليستر سيتي بتعطل المطاردين.
