غلب على تغطية الصحف الغربية لاتفاق وقف إطلاق النار بسوريا الطابع السلبى، حيث نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا بعنوان «الاتفاق الأمريكى- الروسى على هدنة جزئية فى سوريا يطرح الشكوك أكثر من التفاؤل»، جاء فيه أن فرص إنهاء سفك الدماء فى سوريا تبدو صعبة المنال أكثر، وأن المساعى الدبلوماسية حققت إنجازا صغيرا تمثل فى إدخال المساعدات إلى عدد من المناطق لأول مرة منذ أشهر، وفى الوقت نفسه هناك مئات الآلاف مازالوا عالقين فى مناطق أخرى. وأوضح التقرير أن وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أجرى 3 مكالمات هاتفية مع نظيره الروسى، سيرجى لافروف، الأحد الماضى، للاتفاق على تفاصيل الهدنة، ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن «كيرى» أطلع نظراءه فى كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية وقطر وتركيا على تفاصيل الاتفاق، أمس الأول، وأوضح أيضا أنه من المتوقع أن يتناول «كيرى» قضية الهدنة خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ. وفى تقرير آخر لصحيفة «جارديان» البريطانية تساءل الخبير العسكرى البريطانى، جورج سيداوى، عما «إذا كان الأمر يتوقف على النوايا الحسنة حتى نرى وقفاً للقتال فى سوريا يدوم طويلاً؟»، موضحاً أسباب التشكيك فى اتفاق الهدنة ووقف الأعمال القتالية فى سوريا، دون أن يشمل الاتفاق «جماعات إرهابية»، مثل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، وهى نقطة اعتبرها الخبير البريطانى «عيباً فى الاتفاق، لصعوبة التمييز بين المتشددين الجهاديين والمعارضين الآخرين». ووفقاً لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، فرغم أن الاتفاق يعد ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفين متنافسين فى الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 سنوات، ورغم تصريحات «دبلوماسية التفاؤل» من واشنطن وموسكو بأن الاتفاق يمكن أن يغير وضع الأزمة فى سوريا بشكل جذرى، ويساهم فى دفع المفاوضات الرامية لتحقيق تغيير سياسى فى سوريا إلى الأمام، إلا أن المعارضة السورية المسلحة ترى أن الاتفاق سيوفر الغطاء للرئيس السورى بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وعن الشكوك المتبادلة التى تهدد بنسف الهدنة قبل أن تبدأ، قال خبير سابق فى الشؤون السورية بوزارة الخارجية الأمريكية ويعمل حاليا فى «المجلس الأطلسى»، فريد هوف، فى تقرير بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن الجدول الزمنى المقترح أعطى روسيا وإيران وسوريا 5 أيام إضافية لاستكمال تطويق فصائل المعارضة المسلحة فى حلب، وإن نجاح مبادرة الهدنة، التى تشمل إغاثة إنسانية واسعة النطاق للمدنيين السوريين، يتطلب توافر حسن نية ونزاهة من 3 أطراف «روسياوسوريا وإيران»، لم تُظهر ذلك بشكل يُذكر أو لم تُظهره على الإطلاق خلال فترة هذه الأزمة. من جانبها، ترى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه بات واضحا أن فقدان الثقة بين الأطراف المتصارعة سيحدد مصير تنفيذ الخطة الأمريكية- الروسية، حيث لا تتوقع المعارضة أن تمتثل حكومات سوريا وإيران وروسيا للخطة، وربطت موافقتها على الهدنة بوقف سوريا والأطراف الداعمة لها كل أشكال الحصار.