يعيش أهالى مركز دير مواس بالمنيا حالة من الرعب والخوف خشية ظهور فيروس «زيكا»، بسبب وجود البعوضة الناقلة له فى قرى المركز، خاصة فى «دلجا» أكبر قرى المحافظة. وأكد عدد من الأهالى ل«المصرى اليوم» انتشار البعوض بكل أشكاله فى قرى المركز، بسبب البرك والمستنقعات والقمامة، ما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض، وبعضها غريب لم تكتشفه الصحة وقتها، مثل حمى «الضنك». وقال عادل غريب، من قرية «دلجا»، إن القرية شهدت، قبل عدة أشهر، ظهور أعرض لمرض غامض، يشبه الحمى، وظل مجهولا بالنسبة للأطباء، بينما كانت وزارة الصحة تنفى وتصدر بيانات حول عدم وجود المرض، علما بأن العشرات كانوا يسقطون تحت وطأة الإسهال الشديد وارتفاع درجة الحرارة والقىء والهزال بسبب «الضنك». وأضاف غريب أنه شفى من المرض بعد معاناة كبيرة، وعقب إعلان مديرية صحة أسيوط، وجود حمى غير معروفة يسببها فيروس وليس بكتريا تسمى حمى «الضنك»، وتنقلها بعوضة من الشخص المريض للشخص السليم. فى الوقت نفسه أوضح الأب أيوب يوسف، راعى الكنيسة الكاثوليكية ب«دلجا»، إن خوف الأهالى من «زيكا» له ما يبرره بسبب تلال القمامة الملقاة بمنطقة مدافن الأقباط بالمدخل الغربى للقرية، بالإضافة إلى الكم الكبير من المواشى النافقة والمتعفنة، مؤكدا أنها تساهم بشكل كبير فى نقل الأمراض الفيروسية، مشيرا إلى أنه وعددا من الأهالى أرسلوا استغاثات لمجلس الوزراء، كان آخرها يحمل الرقم 478126، وشكاوى واستغاثات لوزارة البيئة ومجلس القرية، ولا جدوى. بدوره أكد طبيب بقطاع الصحة فى مركز ديرمواس، رفض ذكر اسمه لدواعى وظيفته، أن الحالات المرضية التى ظهرت فى قرية «دلجا» الخريف الماضى، كان الكثير منها مصابا بحمى الضنك، والدليل استجابة أعداد من المرضى للمضادات الفيروسية وتعافيهم بعد معاناة، موضحا أن مضاعفات المرض تصل للنزيف القاتل، ويبقى الحذر ممتدا إذا أصيب بالفيروس مريض يعانى من ضعف عام أو غيره، بينما قال أحمد عبدالمالك الفرا، عضو مجلس إدارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وواحد من أبناء قرية «دلجا»، إن أغلب قرى المركز تعانى من تكاثر البعوض والحشرات، بسبب تراكم أكوام القمامة وعدم تطهير المصارف، وتخزين ونشر الأسمدة البلدى. وأضاف: «الدولة ملزمة بفرض تدابير وقائية، قبل استفحال الأمور، لأنها مسؤولية الأجهزة التنفيذية متحدة، وليس قطاع الصحة فقط، ولابد أن تمتد لقطاعات البيئة، الزراعة، الرى، والمحليات، لأن تفشى مرض وبائى فى قرية عملاقة كقرية «دلجا»، سيشكل كارثة صحية للصعيد بأكمله، لأنها قرية كبيرة يقطنها أكثر من 120 ألف نسمة، نسبة كبيرة منهم من التجار الذين يتجولون بالبلاد، وهذا يدعم انتقال وتشعب أى إصابة وبائية». وقال أبوفضل، تاجر من أهالى القرية، إن الترع والمصارف، المسدودة بالحيوانات النافقة والجيف، كفيلة بالتسبب فى مصائب وكوارث، على حد قوله، مؤكدا أن مقلب القمامة المخيف بجوار مقابر الأقباط بأطراف القرية، هو السبب الرئيس فى تكاثر البعوض وامتداده لغزو القرية والقرى المجاورة. وفى السياق ذاته رفعت الأجهزة الصحية بالمنيا درجة الاستعداد، لمواجهة البعوضة الناقلة لفيروس «زيكا» والموجودة بقرية دلجا أكبر قرى المحافظة بمركز دير مواس. وأكد الدكتور نصيف الحفناوى، وكيل وزارة الصحة، أن البعوضة الناقلة للفيروس موجودة بسبب انتشار البرك والمستنقعات المائية فى عدد من القرى خاصة دلجا، لافتًا إلى أن البعوضة ويرقاتها تنتشر فى المياه الراكدة وتنمو سريعًا، وتسمى تلك البعوضة باسم «الزاعجة المصرية»، وتسبب حمى «الضنك» واسمها العلمى «Dengue Fever». وأكد الحفناوى، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الوزارة كانت تنفذ عدة حملات منذ شهر نوفمبر الماضى حتى الآن، بعد ظهور حمى الضنك، وتم القضاء على يرقات «الزاعجة» قبل بلوغها لتصبح «بعوضة»، ووفقًا للعينات التى يتم أخذها كل أسبوع، فإن تلك اليرقات تم القضاء عليها، وحال ظهورها يتم التعامل معها بالمبيدات الحشرية بشكل سريع. وأعلن وكيل الوزارة عن بدء حملات توعية لزيارة منازل قرى المركز، للتنبيه بخطورة مياة «الزير» الراكدة، وتتسبب فى تكاثر يرقات البعوض، تحت شعار «ألغى زيرك»، مؤكدا أن تصريحات وزير الصحة حول عدم وجود مصاب واحد ب«زيكا» فى مصر دقيقة، وتعبر عن شفافية وأمانة علمية، موضحا أن وجود البعوضة نفسها دون إصابة لا يقلق. وأوضح الحفناوى أنه لا توجد أى حالات إصابة بالفيروس، أو حتى اشتباه بالإصابة، لأن البعوضة تنقل فقط المرض من الشخص المصاب بفيروس «زيكا» إلى شخص آخر، وبما أنه لا يوجد مصابون فى مصر بالفيروس فإنه لا قلق من البعوضة، التى تتم مكافحتها بشكل قوى الآن، لافتا إلى أن الفيروس لا يسبب الوفاة، لكنه يسبب ارتفاعا فى درجات الحرارة لنحو 38 درجة تقريبا، وأعراضة تتمثل فى احمرار العين، وصداع، وطفح جلدى، وآلام مفاصل، وأقوى تأثير له يكون على السيدات الحوامل، خاصة فى أول 3 شهور، لأنه يؤثر على رأس الأطفال ويجعلها صغيرة. ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر طبية بمستشفى حميات ديرمواس أنها لم تستقبل أى حالات لإصابة مؤكدة بفيروس «زيكا»، ولم تستقبل كذلك أى حالات اشتباه، مشددة على أنه لم تظهر أى إصابات بالمرض، وأن مستشفيات الحميات جاهزة لاستقبال أى حالات مرضية أو وبائية، والتصدى لأى طارئ طبقا للاشتراطات الطبية والفنية. وفى سياق آخر، قال كامل شاهين، وكيل وزارة الزراعة، إن المديرية تتخذ خطوات استباقية عن طريق التنسيق مع مديرية الصحة والطب البيطرى، وتنظم حملات لرش المراوى المائية والمصارف ومناطق تجمع البعوض فى مختلف مراكز المحافظة، موضحًا أنه يتم التواصل على مستوى المديريات الثلاث من أجل اتخاذ إجراءات احترازية وحملات مشتركة. وقالت الدكتورة أمل العسيلى، مدير مديرية الطب البيطرى بالمحافظة، إنه يتم تنفيذ حملات مكثفة لرش الناموس فى البرك والمستنقعات، منوهة بأن بيض الناموس يتكاثر فى هذه الأيام ويسبب الكثير من الأمراض.
