بدأت نيابة المعادى الثلاثاء تحقيقاتها فى وقائع الاعتداء على سجناء عنبر الطلبة داخل سجن مزرعة طرة، وشهدت أحداث الاحتجاجات والإضرابات التى يشهدها السجن هدوءا نسبيا، بعدما قرر السجناء المحتجون فض اعتصامهم لمدة 24 ساعة، والاستجابة إلى تلبية طلبات جهات التحقيق بفض الاعتصام والعودة إلى تناول الأطعمة، وإعطاء الفرصة لأعضاء النيابة العامة لسماع أقوال عدد من السجناء قدموا بلاغات بوقائع الاعتداء عليهم من قِبَل ضباط السجن، والاستيلاء على جميع المأكولات التى كانت بحوزتهم داخل العنابر والاعتداء عليهم بالضرب. وتواصل النيابة برئاسة أحمد عز تحقيقاتها فى أكثر من 20 بلاغاً تلقتها نيابة المعادى من السجناء أكدوا فيها تعرضهم للاعتداءات وسرقة متعلقاتهم وتجريدهم من ملابسهم، وانتقل سامح عاصم وعبدالله الحسينى، وكيلا النيابة، إلى السجن لسماع أقوال ما يزيد على 76 سجينا من عنبر الطلبة، بينهم سجناء تضامنوا مع زملائهم الذين تعرضوا للاعتداء من قِبَل الضباط.. وأحال المستشار ممدوح وحيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، بلاغات تلقاها من بعض أهالى السجناء إلى نيابة المعادى للتحقيق فى وقائع الاعتداء على أبنائهم وأشقائهم السجناء فى عنبر الطلبة، بعدما أكد الأهالى أنهم تلقوا اتصالات هاتفية من ذويهم، أكدوا فيها تعرضهم لاعتداءات داخل السجن، وأنهم يتعرضون للتعذيب والتجريد من ملابسهم والإذلال والمهانة، من قِبَل إدارة السجن. وهدد السجناء المحتجون بالعودة إلى الإضراب والاحتجاج والاعتصام فى حالة إذا لم يتم التحقيق فى أحداث الاعتداءات التى وقعت عليهم يوم 28 مارس الماضى، وتقديم الضباط - المسؤولين عن تجريدهم من ملابسهم وتركهم عرايا داخل العنبر بعد الاستيلاء على المفروشات والبطاطين والمأكولات التى كانت بحوزتهم - إلى المحاكمة عما ارتكبوه من جرائم ضدهم، على حد قولهم، وقالوا فى اتصالات هاتفية ل«المصرى اليوم» إنهم فضوا اعتصامهم لمدة 24 ساعة لإعطاء جهات التحقيق فرصة لبدء التحقيقات فى الوقائع التى وصفوها ب«وقائع الذل والمهانة». واتهم مصدر أمنى «لجنة حقوقية» بأنها وراء تحريض السجناء على الإضرابات والاحتجاجات التى شهدها السجن مؤخرا، مشيرا إلى أن الملابس التى أبلغ السجناء عن سرقتها ليست ملابس السجن، وأنها من خارجه وتخالف قواعد ولوائح السجن التى لا تسمح بالملابس الخارجية، وأن المأكولات التى يتحدث عنها السجناء هى مأكولات يحصل عليها السجناء من الزيارات التى تأتى لهم من الخارج، ويحق لإدارة السجن منع دخولها، وأن السجناء كان بحوزتهم هواتف محمولة وشرائح موبايلات، الأمر الذى يعد مخالفا للوائح والقوانين المعمول بها فى السجون.. وقالت فيروز غريب، شقيقة أحد السجناء، إنها توجهت لزيارة شقيقها فى السجن، وترجت رئيس المباحث فترة طويلة أن يسمح لها برؤيته 5 دقائق فقط حتى استجاب، وعندما أحضروه لها تبين أنه مصاب بكسور فى قدميه ويديه، وتظهر على ظهره آثار تعذيب. وكان عدد من السجناء قد قدموا بلاغات إلى النيابة العامة، أكدوا فيها تعرضهم لاعتداءات من قِبَل ضباط السجن، وقالوا إن الضباط جردوهم من ملابسهم واستولوا على جميع المأكولات التى كانت بحوزتهم داخل العنابر، واعتدوا عليهم بالضرب، وأنهم فوجئوا يوم 28 مارس الماضى، بضباط من السجن يقتحمون العنبر ويأمرونهم بالنوم على الأرض ووضع أيديهم خلف ظهورهم، وأنهم جردوهم من ملابسهم بالكامل، واستولوا على جميع ما بحوزتهم من مأكولات داخل العنبر، ثم أغلقوا الأبواب، وتركوهم عرايا، مما اضطرهم إلى تقطيع أوراق المذكرات التى يستذكرون منها دروسهم وفرشها على الأرض والنوم فوقها.