هاجم مسلحون كمينًا أمنيًا بقرية كفر كشك بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، الأحد، ما أسفر عن استشهاد خفيرين ومواطن وإصابة خفيرين آخرين، بعد نحو 48 ساعة من استهداف كمين آخر بقرية القراموص بمركز أبوكبير، ما أسفر عن إصابة خفيرين. وقالت مصادر أمنية إن الحادث أسفر عن استشهاد كل من: رمضان أحمد سالم، 54 سنة، شيخ خفر، مقيم بقرية كفر كشك، والسيد عبدالله محمد، 42 سنة، خفير، مقيم بقرية المزارقة بمركز فاقوس، وإسماعيل أحمد عبدالله، 51 سنة، تاجر قطع غيار، مقيم بالزاوية الحمراء، وإصابة كل من: عبدالسلام عبدالله عبدالمجيد، 31 سنة، والسيد أحمد محمود متولى، 27 سنة، بالإضافة إلى سرقة السلاح الميرى الخاص بالضحايا. وأضافت المصادر أنه تم نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى فاقوس العام، ونقل المصابين إلى مستشفى فاقوس، وطالب الأهالى بنقلهما إلى مستشفى خاص بمدينة الزقازيق، لخطورة حالتهما. وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن الشرقية أن التحريات الأولية توصلت إلى أن 5 أشخاص كانوا يستقلون دراجتين ناريتين هاجموا غرفة الكمين الأمنى، وأطلقوا أعيرة نارية بطرق عشوائية، أسفرت عن مقتل خفيرين وإصابة خفيرين آخرين وسرقة سلاحهم الميرى، مشيراً إلى أنه أثناء هربهم فى الطريق المؤدى إلى قرية الزاوية الحمراء، تصادف وجود تاجر على الطريق، فأطلقوا عليه النيران، ما أسفر عن مصرعه. وتحرر محضر بالواقعة، وتم إخطار النيابة العامة للتحقيق، حيث انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الكمين، وتمت مناظرة الجثث، وتبين أن الطلقات موجهة من مكان قريب للخفراء، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثث، وأمرت بسرعة تحريات المباحث والأمن الوطنى حول الواقعة وظروفها وملابساتها وسرعة ضبط الجناة. وشيَّع الآلاف من أهالى قرى الزاوية الحمراء والمزارقة وكفر كشك جثامين شهداء الحادث، فى جنازات شعبية، وسط حالة من الحزن والأسى، وحضرها عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، ورفض الأهالى إقامة جنازات عسكرية لهم، تعبيرًا عن استيائهم من إهدار أرواح أبنائهم دون تصدٍّ أو ردع للجماعات الإرهابية، وتمت مواراة أجسادهم بمقابر أسرهم، وردد المشاركون فى الجنازات هتافات: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، و«لا إله إلا الله والإرهاب عدو الله»، وتحولت الجنازات إلى مظاهرات ضد الجماعات الإرهابية. وقال ثروت القرم، أمين حزب حراس الثورة بالمحافظة، شقيق زوجة أحد الشهداء، إن دم الشهيد فى رقبة «الداخلية»، متسائلاً: «كيف لرجل أمنى أن يستطيع حماية نفسه دون سلاح كافٍ وتدريب؟ ومن المفترض أن تكون هناك أبراج مراقبة أو ستائر رملية تحميهم، فى حين أن السلاح المستخدم لا يكفيهم لحماية أنفسهم، ولا توجد رقابة أمنية بالقدر الكافى على القرى التابعين لها!!»، ولافتاً إلى أنه ناشد المسؤولين أكثر من مرة سرعة التدخل، للوقوف والتصدى للجماعات الإرهابية، التى تغزو القرى وتقوم باستهداف المواطنين وسرقتهم، فى حين أن الشرطة دائماً ما تضحى بأفرادها، بسبب عدم التنبيه والتشديد عليهم أو تدريبهم على كيفية التعامل مع العناصر الإرهابية أو تأمينهم بالقدر الكافى- على حد قوله. وأشار إلى أن الشهيد إسماعيل أحمد عبدالله، تاجر، صاحب محل قطع غيار، زوج شقيقته، كان معتادا على السهر، وأثناء خروجه من منزله، للاطمئنان على المحل الخاص به، فوجئ بدراجتين ناريتين يستقلهما 5 أشخاص، حيث أطلقوا عليه وابلا من الأعيرة النارية دون مبرِّر حال هربهم، عقب استهداف الكمين الأمنى بكفر كشك، متسائلاً: «ما ذنب الشهيد- الذى لا حول له ولا قوة- أن تقوم هذه العناصر الخسيسة بقتله وتيتيم أبنائه؟!». وأضاف شاهد عيان أنه فور سماعه إطلاق أعيرة نارية، خرج من بلكونة منزله، فشاهد دراجتين ناريتين يستقلهما خمسة أشخاص ملثمين، وبحوزتهم أسلحة نارية، حيث قاموا بالهجوم على الكمين، وأطلقوا الأعيرة النارية على الخفراء المتواجدين بغرفة الكمين، وأثناء رؤيتهم، استغاث بالأهالى، قائلاً: حرامية، إلا أنهم صوبوا تجاهه الأسلحة، وأطلقوا عليه أعيرة نارية، فدخل مسرعاً إلى منزله، خوفاً من الإصابة، وعقب هروب العناصر الإجرامية سارع عدد من الأهالى إلى موقع الكمين، وفوجئوا بأن الخفراء غارقون فى دمائهم، وعلى الفور قام الأهالى بنقل الجثث والمصابين إلى مستشفى فاقوس العام. وقال صلاح غازى، أحد أصدقاء الشهيد رمضان أحمد سالم، إن «الشهيد كان دائما ما يتصدى للعناصر الإرهابية، وتمكن من ضبط أحدهم من قبل»، لافتاً إلى أنه قال له: «هتموت يا عم رمضان، وهنزل صورتك على (فيسبوك)، فقال لى: يا عم أنا أتمنى أن أموت شهيدا فداءً للوطن، وربنا يتقبل منى الدعوة».وطالب أحمد سباعى، قريب أحد الشهداء، الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الداخلية بسرعة البت فى كيفية التصدى للإرهاب وأعوانه وسرعة ضبط الجناة.