كشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، في حادث استشهاد رئيس مرور المنيب ومجند، السبت، عن رصد مسلحين لهما على بعد كيلو متر، منذ خروج الشهيدين من منزل «الأول» من منطقة أبوالنمرس، فى طريقهما إلى مقر عملهما، وأن الجانيان أطلقا الرصاص بكثافة تجاه سيارة المجني عليهما عند منطقة المريوطية، حتى احترق «موتورها» الأمامي، بما أدى إلى تفحم جثة المجند تماما، وجزء من جسد ضابط المرور. وانتقل فريق من النيابة المختصة بالتحقيق في قضايا الإرهاب، برئاسة المستشار محمد سمير الطماوي، إلى موقع الحادث، لمناظرة جثة الشهيدين قبل نقلهما داخل سيارتي إسعاف إلى مشرحة زينهم، لاستكمال تشريح الجثتين بمعرفة خبراء الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، وتبين من خلال مناظرة جثة المجند محمد رمضان، تفحم جثته تماما ولم يتضح منها معالم لاستقرار طلقات بالجسد من عدمه، أما جثة العقيد علي فهمي، فكان الجزء الأعلى من الجسد محترقا. وبمعاينة النيابة لمسرح الحادث، تبين أن جثة المجند كانت ملقاة على مقعد قيادة السيارة، ويجلس إلى جواره الضابط، وغطى الأهالي الجثتين بمفارش، حتى وصلت قوات الشرطة والنيابة للتحقيق. وأدلى عدد من شهود العيان، فى التحقيقات، بأنهما شاهدا اثنين يستقلان دراجة نارية يقطعا الطريق أمام سيارة الشرطة التي كان يستقلها الشهيدان، وأمطرها بوابل من الأعيرة النارية، في تمام السابعة ونصف صباحا، وركز الجانيان الطلقات على موتور السيارة عقب تأكدهما من مقتل الشرطيين، لإحراق السيارة، ولدى رؤيتهما لاشتعال النيران لاذا بالفرار. ويعكف فريق من خبراء الأدلة الجنائية والرسامين الجنائين الذين انتدبتهم النيابة، على رسام ملامح تقريبة لمنفذي الحادث، بعد أن أكد الشهود أنهما شخصين في أوائل العقد الثانى من العمر، ونحيفي الجسد، ولم يكن أحدهما ملثم. وقال مصدر قضائي إن أجهزة الأمن تستجوب عناصر متورطة في عمليات استهداف دوريات شرطية وأكمنة بذات الطريق محل الحادث، للاستعلام منهم عن أسماء زملاء لهم هاربين ومطلوبين على ذمة قضايا عنف. وأفاد المصدر بأن ثمة قصور أمني أدى إلى وقوع الحادث، كون الطريق الترابى بمنطقة المريوطية شاهد عدة حوادث مماثلة خلال الشهور الماضية، دون الاستعانة بدوريات أمنية تجوب المنطقة. وقالت تحقيقات النيابة، إن الجانيان راقبا الشهيدين وعرفا بطريق سيرهما، وانتظرا انحدار سيارة الشرطة بطريق ترابي حتى نفذا إطلاق النيران بكثافة، وعثرت النيابة على 60 فارغا لرصاص آلي، تحفظ عليها خبراء الأدلة الجنائية لفحصها وبيان استخدامها، ومضاهاتها بالطلقات المستخرجة من جسد الشهيدين بمعرفة خبراء الطب الشرعي. وتستعلم النيابة من خلال أسرة ضابط المرور تلقيه لتهديدات من عدمه، والاستعلام من شركات الهواتف المحمولة عن رصد مكالمات لأشخاص يهدونونه أم لا. وانتدبت النيابة لجنة هندسية لفحص سيارة الشرطة المحترقة، وطلبت من الأدلة الجنائية تحديد بداية اشتعال السيارة. وأوضحت مصادر قضائية، أن الحادث إرهابي وليس جنائي، ونفذته عناصر تابعة لجماعة الإخوان بمنطقة أبوالنمرس، وفقا للمعلومات الأمنية، ويشتبه في ارتكابها لجريمة قتل 4 شرطيين بكمين المنوات بالقرب من المنطقة الأثرية بأبوالنمرس، منذ نحو شهر. وأشارت المصادر إلى أن مباحث الأمن الوطني وقوات العمليات الخاصة والانتشار السريع، نفذت حملة مداهمات لأوكار يشتبه في اختباء منفذي الحادث بها، بمنطقة أبوالنمرس، لكن نتائج الحملة لم تخطر بها النيابة حتى الآن.
