تعرضت عمدة مدينة كولونيا الألمانية، هنريت ريكير، لانتقادات واسعة بعد أن طالبت مواطناتها ب«تجنب الغرباء والابتعاد عنهم لمسافة آمنة، والبقاء وسط جماعات حتى لو كانت الأجواء احتفالية، مع تجنب السفر بمفردهن»، تفاديًا لتعرضهن للتحرش، بعد حادث الاعتداءات الجنسية الجماعية الذي شهدته المدينة خلال احتفالات رأس السنة، في نصيحة اعتبرها المنتقدون «تلقي بأغلب المسؤولية في الحادث على الضحية»، وفقًا لتقريرين نشرتهما صحيفتا «الجارديان» و«هافنجتون بوست»، الخميس. وكانت عمدة كولونيا، وفقًا لما نقلته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أجابت على سؤال في مؤتمر صحفي شهد أول تعليق عام لها على حادث الاعتداء الجنسي الذي شكت منه للشرطة على الأقل 90 امرأة، حول سبل حماية النساء لأنفسهن من التحرش، برد وجهته للألمانيات «هناك دومًا إمكانية للابتعاد بمسافة آمنة (قدر ذراع) ليتأكد لكيِ أنك لست على مقربة للغاية من أشخاص تجهلينهم، أو ليسوا على علاقة وثيقة بك»، كما نصحت المسؤولة الحكومية النساء ب«البقاء في جماعات، وعدم التفرّق عن بعضهن البعض حتى ولو كانت الأجواء احتفالية». وأفاد صحفيون، وفقًا ل«الجارديان»، بأن «ريكير» فوجئت بالسؤال وبدت وكأنها تعاني للوصول لإجابة عليه. وكانت إجابة العمدة محركًا لغضب واسع ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي الذي أتى رد فعله عبر «هاشتاج» بالألمانية هو #einarmlaenge، ويعني بالعربية حرفيًا «قدر ذراع». ونقلت الصحيفة البريطانية تدوينات تنتقد المسؤولة الألمانية، بعد نصيحتها في أعقاب الحادث الذي أشارت بعض أصابع الاتهام فيه إلى مهاجرين، وكان من بين التدوينات ما كتبه كريستوفر لوير، الذي عرّفته ب«السياسي»، فيما بدا وكأنه سيناريو في عقل شخص ما «رجل: أخطط لمهاجمة هذه المرأة والتحرش بها، لكنها للأسف بعيدة عني بمسافة آمنة (قدر ذراع)». وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «هافنجتون بوست» أن من بين تصريحات العمدة الألمانية ردًّا على هذا السؤال، بجانب عدم الاقتراب من الغرباء، أن «تتجنب النساء السفر بمفردهن»، فيما اعتبره البعض «إلقاء بالمسؤولية فيما كان من اعتداءات على عاتق الضحايا». ونقلت «هافنجتون بوست» ما كتبته إحدى مرتادي موقع «تويتر» وتدعى تينا كريتشيمر، عبر «الهاشتاج» نفسه، «مطالبة الضحية بتغيير سلوكها، يعني أن المجرم غير مضطر لذلك. طريقة سيئة لمكافحة الجرائم»، وعن مستخدمة للموقع نفسه تدعى كارولينا فيلاسكو، قولها «نموذج التمييز الجنسي: تهان المرأة، وهي من يلام لعدم الابتعاد لمسافة آمنة». وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، طالبت الثلاثاء بما وصفته ب«رد صارم من دولة القانون» على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة.
