قال الشيخ عبدول كاريمو، رئيس بعثة المعهد الانتخابي للديمقراطية المستدامة في أفريقيا «إيسا»، إن المعهد قام بناء على الدعوة التي وجهتها إليه وزارة الخارجية، بإرسال بعثة لمتابعة الانتخابات البرلمانية لعام 2015، فيما أعلن نتائج متابعة الانتخابات البرلمانية وما تلاها من إعادة. وأوضح، خلال مؤتمر صحفي بأحد فنادق القاهرة، اليوم، أن البعثة عينت 20 متابعاً للمرحلة الأولى، مع تقديم تسهيلات لهم لمساعدتهم على تسجيل مشاهداتهم، موضحاً أنهم تابعوا المرحلة الأولى في 12 محافظة هم «الإسكندرية وأسيوط وأسوان والبحيرة وبني سويف والوادي الجديد والفيوم وقنا والأقصر وأسوان وسوهاج والجيزة»، بناء على المعايير المنصوص عليها في الاتحاد الأفريقي والمبادئ الدولية للمراقبة الدولية للانتخابات، بالإضافة إلى الإطار القانوني الذي يحكم العملية الانتخابية في جمهورية مصر العربية. مؤتمر صحفي للبعثة الأفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية «إيسا» وتابع، لاحظ أعضاء البعثة الإجراءات الأمنية المشددة التي حظت بها الانتخابات بسبب التخوف من الأعمال الإرهابية، بالإضافة إلى مشاركة المعارضة بشكل ملحوظ في المنافسة، لافتًا إلى أن الانتخابات البرلمانية جرت بموجب الدستور الجديد في يناير 2014 وبقرار من رئيس الجمهورية، لعدم وجود برلمان، وقد لاحظت البعثة غياب الدور التشريعي منذ 3 سنوات مما جعل الهيئة التنفيذية تقوم بدورين هما، دور وضع القوانين ودور تنفيذها، في الوقت الذي أعربت فيه الجهات على دور اللجنة العليا بالرغم من وجود مخاوف من قصر مدة تقديم الطعون والشكاوى بعد الانتخابات. وواصل، على الرغم من الطلب الذي وجهه الرئيس السيسي للمواطنين للتصويت، ومنح إجازة نصف عمل للمواطنين، إلا أن ذلك لم يكن مجدياً، حيث أفاد تقرير أن نسبة الإقبال كانت 26.5% من إجمالي من لهم حق التصويت. مؤتمر صحفي للبعثة الأفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية «إيسا» وأشار إلى أن البعثة لم تستطع الوقوف على سبب نزوع أغلبية الشعب عن المشاركة، ولكنها أرجعت ذلك لعدم وجود الحماسة لدفع الناخبين للتصويت، وقصر فترة الدعاية، وبُعد بعض الأماكن عن المواطنين، فضلاً عن أنه يرجع إلى عدم اهتمام المصريين للانتخابات نتيجة كثرة عمليات الاقتراع، حيث أجريت نحو 6 عمليات تصويت منذ 2011، بجانب عدم معرفة المواطنين بالمرشحين وعدم درايتهم ببرامجهم الانتخابية. وأفادت بأن هناك عدم معرفة لعدد كبير من المصريين بأماكن تقديم الشكاوى والتظلمات، مبديا ترحيبه لتقدير الدولة للفئات المهمشة، مبدياً إعجابه بتعيين سيدات للعمل داخل اللجان، إلا أن البعثة شعرت بالحزن لعدم وجود سيدات كثيرات ضمن المرشحين، وهو ما اعترضت عليه «المصري اليوم» في مداخلة بسبب ترشح أكثر من 200 سيدة على المقاعد الفردية. وواصل، راقبنا في 512 لجنة في 12 محافظة، حيث فتحت 32 % من اللجان متأخرة عن مواعيدها بسبب الحضور المتأخر للقضاة، كما كانت 99% من لجان التصويت يسودها جو سلمي في الداخل والخارج، ولاحظت البعثة استخدام اللوجستيات المساعدة لإتمام العملية الانتخابية وهو ما نال استحساننا. وتابع، لاحظنا وجود 27% من اللجان غير معدة لدخول ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، حيث كانت تقع في أدوار عليا، مما سبب صعوبة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن أعداد القائمين على العملية الانتخابية لم تكن كافية، وأظهر العاملون فهما جيدا لإجراءات التصويت والتعامل مع الناخب في اللجنة، وظهر ناخب كل 3 دقائق خلال فترة التصويت، كما مثلت السيدات 29% من العاملين داخل اللجان الانتخابية. مؤتمر صحفي للبعثة الأفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية «إيسا» وأكد أنه لم يشُب عملية الإغلاق أو الفرز أي قلاقل أو خلافات، ولم يتم الإعلان عن النتائج على مستوى اللجان الانتخابية، كما لاحظت البعثة العدد الكبير للأصوات الباطلة، بسبب ما تتسم به العملية من تعقيد وغياب الوعي لدى عدد كبير من المواطنين. وأوضح، أنه لم يتم السماح لبعض المتابعين من البعثة، وبعض ممثلي الأحزاب والمرشحين من متابعة عملية الفرز والحصر في إحدى مدارس الجيزة خلال الجولة الأولى. وأعلن عبدول كاريمو، عددا من التوصيات المبدئية، حيث طالب الحكومة واللجنة العليا للتعاون مع بعضها البعض للوقوف على أسباب انخفاض نسبة الإقبال وتحليلها ومعالجتها قبل الجولة الثانية، بما يؤكد شرعية الانتخابات. ودعا اللجنة العليا، لزيادة فترة الحملات الانتخابية مستقبلا حتى يتاح توصيل صوت المرشحين للمواطنين، مطالباً بتسهيل وصول كبار السن وذوي الاحتياجات لها، والتوعية المدنية وتثقيف الناخبين، وتوفير توعية قوية لهم لحثهم على التصويت. وأوصت بعثة المعهد الديمقراطي، بتعميم قواعد الفرز وإحصاء الأصوات والإعلان عن النتائج عند مدخل اللجان الانتخابية بعد عملية الإحصاء، وإصدار البيانات الخاصة بنتائج الانتخابات، داعية اللجنة العليا لتوفير النتائج في كافة اللجان وتداولها. مؤتمر صحفي للبعثة الأفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية «إيسا» وقال: «تلتمس البعثة من السلطات القائمة توفير معلومات عن الشكاوى والطعون، كما تطلب تخصيص وقت معقول لفحص الشكاوى وتقديم ردود لها في أسرع وقت ممكن، والسماح لمراقبي الانتخابات بمتابعة عملية التصويت والفرز، حتى تتمكن من تقييم الانتخابات تقييما حرا شاملا». وأوصت البعثة ممثلي الأحزاب والمرشحين زيادة نسبة التواجد داخل اللجان الانتخابية، لزيادة شفافية العملية الانتخابية، ولاحظت كفاءة إدارة الانتخابات من الناحية الفنية، ولكن تطالب بمشاركة أكبر لضمان مشروعية البرلمان الجديد.
