في المؤتمر الصحفي، الذي سبق لقاء السوبر المصري، قال جوزفالدو فيريرا، مدرب الزمالك، لأحد الصحفيين، الذي سأله عما وصفه ب«عيب» الزمالك في غياب الضغط المبكر على الخصم، إنه لا يرى تلك المشكلة في فريقه، وإنه إذا تواجد هذا العيب، فإن فريقه لم يكن ليفوز بالدوري والكأس. البروفيسور البرتغالي من أنصار الدفاع المتأخر، ورغم صناعته لفريق رائع للزمالك، إلا أنه يعيبه عدم القدرة على التحرك حال فشلت الخطة التي وضعها قبل المباراة. فيريرا بدأ اللقاء بتشكيل تلقى هجوما كبيرا من الجماهير والمحللين، خصوصًا في نقطة بداية محمد إبراهيم من البداية، وهو القرار الذي يمتلك فيريرا وجهة نظر في اتخاذه، حيث كان يعود لاعب ماريتيمو السابق لمساندة أحمد توفيق دفاعيًا، أمام رمضان صبحي. ولحل مشكلة المسافات بين خط دفاعه ووسط ملعبه، قام فيريرا بتأخير ثلاثي خط الوسط، ليقترب بشكل كبير من الدفاع. في المقابل.. ماذا فعل زيزو؟ زيزو استغل السرعات الجيدة لخط دفاعه، باستثناء أحمد حجازي، الذي يعوضها بطول برجله وقدرته على صناعة الهجمة من الخلف، وقام بتقديم خط دفاعه، وبالتالي فريقه كله، إلى الأمام. تكتيك كان فيه الكثير من المخاطرة من زيزو، وكاد يدفع ثمنه في انفراد عمر جابر في الدقيقة 24، ولكنه أظهر قائد الأهلي الحقيقي في الملعب، حسام غالي، بشكل رائع. مفاتيح فوز الأهلي كانت بين يدي شريف إكرامي الذي قلب موازين اللقاء للأهلي عندما تصدى لركلة جزاء كهربا، وبين أقدام حسام غالي، الذي قدم أداءً رائعًا قد يبخسه النقل التليفزيوني حقه. غالي لم يركض، وليس المطلوب منه أن يركض، ولكنه وقف في مكانه ولم يجبره أي من معروف يوسف أو عمر جابر على الركض، فمرر بكل أريحية لعبدالله السعيد، الذي تمركز دائمًا في المساحة بين معروف يوسف وكوفي وحمادة طلبة في الناحية اليسرى، أو بين توفيق وعمر جابر ودويدار في الناحية اليمنى، أو بين دويدار وكوفي وطارق حامد في العمق. ومن تلك المثلثات، التي تقدم فيها حسام غالي أيضًا، صنعت الثلاثة أهداف الحمراء، والسبب الرئيسي فيهم كان غياب الضغط على حامل الكرة، سواء كان غالي أو السعيد، اللاعبين الأقدر في الأهلي على صنع الخطورة. حسام غالي، أحد أفراد ثنائي وسط ملعب الأهلي، قدم كل ما لم يقدمه عمر جابر، الذي يواصل تألقه الهجومي وتوهانه الدفاعي في الديربيات، أو معروف يوسف، حيث ساند أحمد فتحي الذي قدم أحد أسوأ لقاءاته طوال تاريخه أمام كهربا كثيرًا، كما كان رائعًا في نقل الهجمة للأمام بتمريرات قد لا ندرك أهميتها أمام الشاشات، لكن في الملعب كان واضحًا جدًا ما قدمه قائد الأهلي في الملعب. في المجمل، قدم الفريقين أداءً جيدًا، لكن تبقى 3 أمور يجب تسليط الضوء عليها: - الأهلي قدم أداءً دفاعيًا أفضل من الأداء الكارثي في الفترات الماضية، ومع الوقت يجب العمل على شراكة «حجازي-ربيعة» التي أثبتت قدراتها مع المنتخب، مع إشراك سعد سمير ومحمد نجيب بشكل لا يفقدهما حساسية اللقاءات، في ظل الإصابات المتكررة لحجازي وربيعة. - شريف إكرامي أثبت مرة أخرى أنه منافس قوي لأحمد الشناوي على لقب حارس مصر الأول، وقدم نجل وحش أفريقيا أداءً رائعًا في السوبر، أمام انفرادين وضربة جزاء، صنعا الفارق للأهلي. - رحيل جوزفالدو فيريرا عن الزمالك قد يكون سبب انهيار لمشروع الأبيض الذي بدأ في مطلع هذا الموسم، المخضرم البرتغالي ليس أفضل مدرب في العالم لكنه صنع توليفة رائعة للأبيض حصل بها على الدوري والكأس، كما ظهر في معسكر بعثة الزمالك، مدى حب اللاعبين واحترامهم له.
