يستعد فريق بي اس في إيندهوفن لاستضافة فريق مانشستر يونايتد على ملعبه فيليبس ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات للمجموعة الثانية لدوري ابطال أوروبا. ويسعى فيليب كوكو مدرب فريق إيندهوفن أن يثبت نفسه أكثر بعد الفوز بلقب الدوري الهولندي في الموسم الماضي، حيث تعد تلك هي المباراة الأولى له في دور المجموعات لدوري ابطال أوروبا نظرا لأنه فشل في تخطي ميلان والوصول لدور المجموعات في موسم 2013-2014. ويجمع بين فان جال مدرب مانشستر يونايتد وكوكو تاريخ كبير من الصداقة والإحترام حيث لعب كوكو تحت إمرة لويس فان جال حينما كان الأخير مدربا لبرشلونة في فترتيه وكذلك في منتخب هولندا. تاريخ الثنائي سويا فان جال وكوكو يجمع بينهما علاقة رائعة من الإحترام والحب المتبادل، فعلى سبيل الثمال لا الحصر أصر كوكو سابقا أن لويس فان جال جعل منه لاعبا متميزا وأفضل حالا مما كان عليه، ومجددا دافع كوكو عن فان جال ضد ادعاءات دي ماريا، وأكد أنه لكي تتطور وتلعب بقوة تحت امرة فان جال فيجب عليك أن تكون منفتحًا لفلسفته وكذلك أن تكون مقتنعا به وبكونه سيجعلك في أفضل حال، هذا يشي بأن العلاقة لا يوجد بها ضغائن بين الثنائي. والآن إلى نظرة على المباراة، أولًا المضيف فريق بي اس في يمتلك عناصر موهوبة وشابة ومدرب متميز لديه فلسفة هجومية خاصة، ووقع مع عدد لا بأس به من اللاعبين مثل هيكتور مورينو، ودافي بروبير وجاستون بيريرو وماكسيم ليستيني جميعهم عناصر متميزة ومع الأزمات المالية التي كانت تضرب الفريق من وقت لآخر فهي اسماء تضمن المنافسة محليا لكن على الصعيد الأوروبي الأمر صعب قليلا، فحتى مع غياب مانشستر يونايتد عن دوري ابطال أوروبا لموسم إلا أنهم مع عودتهم أثبتوا أنهم خصم لا يستهان به أبدا. وبنظرة لما يمتلكه بي اس في، فهناك ضربة قوية لكوكو تمثلت في إصابة جوزيفزون وكذلك ضعف مستوى فيلمس الذي لا يعرف أحدا ما أصابه، لكن مباراة مانشستر يونايتد هي أفضل فرصة لاستعادة الثقة وربما يدفع به كوكو للمرة الأولى هذا الموسم. يفضل فيليب كوكو أن يلعب بطريقة 4-3-3، وفي الغالب سيغير بعض الشئ عن التشكيل الذي لعب به ضد كامبور في المباراة التي فاز بها إيندهوفن بنتيجة 6-0 في الدوري الهولندي، هو سيشارك بكلا من فليمس وميرين وبروما وآرياس في الخط الخلفي، ثم الثلاثي المتناغم هندريكس كمحور ارتكاز صريح وكلا من خواردادو وبروبير كصناع لعب متأخرين ثم على اليسار الهجومي ليستيني ولوك دي يونج كمهاجم صندوق ونارسينجه على الجانب الأيمن، كوكو متأثر بطريقة لويس فان جال 4-3-3، أي اننا قد نرى خلال اللقاء التشكيل يتحول فجأة إلى 4-2-3-1 ويعود ليصبح 4-3-3 والعناصر لديها القدرة على تحمل هذا التحول التكتيكي. حتى الآن بي اس في يقدم موسما متميزا للغاية، على الرغم من ترنح البدايات وانسجام الأسماء الجديدة إلا أنهم سجلوا 14 هدفا مثلهم مثل أياكس المتصدر إلا أنهم في المركز ال4، وتلقت شباكهم 4 أهداف فقط في الدوري الهولندي خلال 5 جولات. كوكو يفضل اللعب بطريقة هجومية بحتة واستغلال الجانبين، وإنهاء الفرص التهديفية أمام مرمى الخصم بكل سلاسة، ويفضل خلق فرص تهديفية من خلال التمريرات السريعة البينية، كما أن الفريق يمتلك لاعبين أصحاب بنية قوية لذا هم متميزون في الإلتحامات الهوائية ويستغلون الكرات الثابتة. لكن تعاني كتيبة المزارعين من أزمة حقيقية وهي تجنب ارتكاب الأخطاء على حافة منقطة الجزاء وعنفهم المبالغ به أمام المنافس الذي يمتلك لاعبين اصحاب مهارات، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على منع الخصم من تهديدهم وصناعة الفرص ويرجع هذا إلى استعمال هندريكس في العمق وهو قلب دفاع في الأساس لكنها سمة اللاعبين الهولنديين انهم يتمركزون في أكثر من مكان وربما يجد كوكو حلا لذلك. ثانيا الضيوف: مانشستر يونايتد تعافى فان جال سريعا من أزمة سوانزي لنراه يحطم ليفربول بسهولة، حتى في غياب روني فالجانب الهجومي استعاد بريقه ولم يشعر أحد أن مانشستر بلا انياب والمدرب لا يخجل من التبديلات السريعة كما رأينا ديباي يخرج في مباراة ليفربول قبل بداية الشوط الثاني ومشاركة يونج أتت بثمارها، فان جال فرض فلسفته أخيرا في مانشستر يونايتد، فقط بعض النواقص التي تكمل الأحجية وسنرى فريقا قويا مجددا. إصابة روني تعد ضربة قوية حتى مع حالة الجفاف التهديفي التي يمر بها كان يشكل عامل قوة وربط عما بدا عليه فيلايني ضد ليفربول كمثال، لكنه لن يخاطر أبدا بالدفع بمارتيال مباشرة كأساسي في بداية الجولة الأمر بحاجة لفيلايني مجددا حتى وإن كان مارتيال أفضل فيجب ألا يضغط على الشاب الفرنسي من البداية إلا إن أراد المخاطرة. فان جال لم يتخلى بعد عن فكرة 4-3-3 من يعرفه يعرف أنه عنيد لأبعد الحدود لكن نقاط الضعف في فريقه أجبرته على تحول استراتيجي بسيط باللعب بطريقة 4-2-3-1 التي جعلت الفريق يبدو أقوى مما كان عليه هو جرب 4-3-3 ضد كلوب براغ لكن لم يكتب لها النجاح فيما بعد كما كان متوقعا الأمر بحاجة لبعض الوقت لذا قرر التحول إلى 4-2-3-1. المدرب الهولندي سيشرك دارميان وسمولينج وبليند وشاو في الخط الخلفي وأمامهم سيشرك شنايدرلين وشفاينشتايجر نظرا لأنه يرغب في بعض التأمين الدفاعي ربما درس الخصم في الدوري الهولندي لكن تجنب المفاجآت مطلوب في دوري أبطال أوروبا، وصانع الألعاب المتقدم سيكون هيريرا وماتا سيكون جناح ايمن وديباي كجناح ايسر وفيلايني كمهاجم. قد نرى مجددا الخدعة السابقة في مباراة ليفربول أن يدفع بي اس في للتراجع أمام المرمى، محاولا إيهام الخصم أنه سيعتمد على العرضيات وليس الجمل الأرضية السريعة والتسديد من خارج المنطقة، تلك الخدعة أتت بثمارها سابقا وقد يقلب فيلايني وحده الموازين والحسابات بتسجيله هدفا من رأسية وقتها ستكون اضافة لا بأس بها. مانشستر يونايتد يركز بصفة كبيرة على التسديدات من خارج منطقة الجزاء ولديه العناصر القادرة على ذلك بالإضافة إلى استعمال البينيات السريعة كما أن الفريق يستحوذ على الكرة بقوة وهذا أمر جيد للغاية ضد فريق يلعب بطريقة 4-3-3 رأينا ذلك ضد ليفربول، وقد يكرره فان جال ضد المضيف في حالة اندفاعهم ستكون العواقب كارثية خاصة مع خط وسط يحتوى على شفاينشتايجر. لكن إلى الآن لم يجد لويس فان جال حلا للتفكك الدفاعي والتفاهم بين الثنائي ديباي وسمولينج نعم الأمر بحاجة لبعض الوقت لكن عليه ان يستعجلهما قليلا المرتدات السريعة ربما قضى على ذلك في مباراة ليفربول لكن ضد بي اس في لا تترك مساحات أبدا لأنك ستدفع الثمن، في المقابل الإلتحامات الهوائية هي نقطة قوة للفريق الهولندي ونقطة ضعف للشياطين الحمر وهذا أمر خطير إن لم يجد له حلا. في النهاية، المباراة ليست نزهة لمانشستر يونايتد انهم في مواجهة مع بطل الدوري الهولندي وفريق قوي ويحتوى على عناصر لا بأس بها ومدرب طموح وهو أحد أبناء فان جال إن صح التعبير علاقة لها تاريخ بين الثنائي واللاعب الذكي هو من يستفيد كليا من مدربه سواء في الملعب أو بعد الإعتزال، المباراة ستكون قوية لا شك في ذلك وإن فاز طرف فبكل تأكيد لأنه يستحق.