أكد الدكتور أيمن على عثمان، الوزير المفوض التجاري رئيس المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في بكين، أن المشاركة المصرية الفعالة في معرض الصين والدول العربية 2015، الذي اختتمت فعاليات دورته الثانية في مدينة ينتشوان بمنطقة نينغشيا الصينية ذاتية الحكم أول أمس، حظيت باهتمام كبير من الجانب الصيني الذي اطلع على كل ما يدور في مصر من جديد، واطمأن على الأوضاع في البلاد عموما والأحوال الاقتصادية والاستثمارية بشكل خاص. وقال «عثمان» في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة «أنباء الشرق الأوسط» في بكين اليوم، إنه مثل مصر في المعرض وكيل أول وزارة التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة على الليثى، ومحمد عبدالواحد، مدير الإدارة العامة لقطاع المعارض الخارجية لدى الهيئة المصرية للمعارض والمؤتمرات، حيث شاركا في العديد من الفعاليات والأنشطة، وقام «الليثي»، بإلقاء كلمة مصر خلال 3 منتديات أقيمت بالمعرض، حيث تحدث عن فرص الاستثمار ونقل التكنولوجيا بين البلدين وصناعة وسوق السيارات في مصر، والدعوة المفتوحة للجانب الصيني للاستثمار في هذا القطاع وغيره، فضلا عن التركيز على المبادرة الصينية بشأن بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين، وحرص مصر على التعاون مع الصين لإتمام هذا المشروع العملاق، وايضا رغبتها في اجتذاب استثمارات صينية جديدة إلى منطقة محور قناة السويس، وأضاف أن «الليثي» قام بتسلم الدعوة الموجهة لمصر من الجانب الصيني لتكون ضيف الشرف للدورة القادمة للمعرض في عام 2017. وتحدث «عثمان» ردًا على سؤال حول نتائج مشاركة مصر في دورة المعرض الثانية، والتي كانت المملكة الأردنية هي ضيف الشرف فيها، إن الهدف الأساسي كان الترويج للمناخ الاستثماري في مصر، وللمزايا والحوافز التي تقدمها مصر للمستثمرين وتشجيع الشركات الصينية على توجيه استثماراتها إلى السوق المصرية وخاصة إلى محور قناة السويس، بالإضافة إلى التأكيد على حرص مصر على تنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين بما يعزز من المنافع المتبادلة بين البلدين. وكان أقيم على هامش الدورة الثانية للمعرض هذا العام والتى عقدت تحت عنوان «إحياء روح طريق الحرير وتعميق التعاون الصينى العربى»، العديد من الفعاليات التي كان من ضمنها القمة الصينية والعربية للصناعة والتجارة، ومنتدى طريق الحرير على الإنترنت، ومنتدى التعاون الصيني العربي للصحة، وندوة الزراعة الرفيعة المستوى بين الصين والدول العربية، ومؤتمر الوكالات السياحية الصينية والعربية، ومؤتمر التعاون الصيني والعربي في نقل التكنولوجيا والإبداع، فضلا عن معرض طريق الحرير على الإنترنت، وتكنولوجيا الحوسبة السحابية وتطبيقاتها، ومعرض التكنولوجيا العالية والجديدة والمعدات، ومعرض الزراعة الحديثة بين الصين والدول العربية، ومعرض البستنة الصينية، والاسبوع الثقافى والفني للصين والدول العربية، إضافة إلى منتدى التعاون الصيني العربي للإذاعة والتلفزيون، والدورة السابعة لمؤتمر رجال الاعمال من قومية هوى الصينية، والمعرض الدولي للاطعمة الحلال. وخلال المعرض وقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري اتفاقية تعاون مع الجانب الصيني، حيث تم الاتفاق مع إذاعة الصين الدولية على بث البرامج واطلاق حلقة ثابتة تحت عنوان «المسرح الصيني»، في القناة الثانية للتليفزيون، وكذلك عرض المسلسلات الصينية للجمهور المصري. وقد شارك وفد علمي مصري رفيع المستوى بدعوة من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية في فعاليات منتدى التعاون الصيني العربي في مجال نقل التكنولوجيا والابتكار، وهو واحد من المنتديات التي أقيمت على هامش المعرض الذي تضمن إقامة منتدى لرؤساء الجامعات العربية والصينية، حضره 7 من رؤساء الجامعات المصرية، بالإضافة إلى منتدى أخر عقد على هامش المعرض وهو المنتدى الذي سلط الضوء على الكوادر العربية الشابة من النساء خاصة من سيدات الأعمال الناجحات اللاتي كان لهن إسهامات ملحوظة في التنمية في بلادهن، حيث مثل مصر فيه الدكتورة كريمة عبدالكريم رئيسة مجلس ادارة الجامعة المصرية الصينية التي من المقرر ان تفتح أبوابها للدراسة خلال العام الأكاديمي 2015 / 2016. وحضر جانب من فعاليات المعرض من الزعماء العرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثانى والرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز. كانت رئيسة منطقة نينغشيا ليو هوى قالت في تصريحات لها حول المعرض، انه يهدف إلى توريث روح الصداقة الصينية العربية إلى الأجيال الجديدة وتعميق التعاون بين الجانبين من أجل التنمية المشتركة، وأكدت أن المعرض الذي نظمته حكومة منطقة نينغشيا لقومية هوي، تحت رعاية مجلس الدولة الصيني «مجلس الوزراء»، وبالتعاون مع وزارة التجارة والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، هو معرض شامل ذو تأثير كبير على المستويين المحلي والدول، حيث انه يمثل منصة استراتيجية للدول الواقعة على طريق الحرير لإجراء الحوارات الرفيعة المستوى والتواصل السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي، ويبني جسرًا لتبادل المعلومات بين المؤسسات المحلية من المقاطعات والمدن ومناطق الحكم الذاتي الصينية من ناحية، والدول العربية والإسلامية من ناحية أخرى، كما إنه يوفر خدمات استشارية تجارية للغرف والجمعيات التجارية والشركات الكبرى. وشاركت أكثر من 70 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، و46 غرفة تجارة، وممثلون من 6 آلاف و200 شركة متوسطة وكبيرة ومؤسسات مالية، وأكثر من 37 ألف تاجر في هذا الحدث الهام. وقد تم خلاله إبرام نحو 163 صفقة تقدر بما يقرب من 171.2 مليار يوان «26.8 مليار دولار أمريكي»، حيث شملت الاتفاقيات الموقعة صفقات في مجال الطعام الحلال والزراعة والمواد الجديدة، وتصنيع المعدات والرعاية الطبية والمستحضرات الصيدلانية والطاقة والمواد الكيميائية، وبناء المناطق الصناعية والبناء والإسكان والمنسوجات والخدمات. جدير بالذكر، أن حجم التجارة بين الصين والدول العربية ارتفع من 10 ملايبن دولار أمريكي في خمسينيات القرن الماضى إلى 251.2 مليار دولار في 2014، مما جعل الصين ثانى أكبر شريك تجاري للمنطقة العربية، ويهدف الجانبان لزيادة التبادل التجارى بشكل اكبر ليصل إلى 600 مليار دولار خلال السنوات ال 10 المقبلة.