اكتسبت الثورة العرابية اسمها من اسم قائدها أحمد عرابى، وكانت ضد الخديو توفيق والأوروبيين، وكانت أولى مقدماتها في فبراير 1881، إثر احتجاز أحمد عرابى وعبدالعال حلمى وعلى فهمى، وقام الجيش بها لتنفيذ مطالبه، وهى عزل وزير الحربية عثمان رفقى، ووافق الخديو توفيق مرغما وعزل عثمان رفقى وتم تعيين محمود سامى البارودى بدلاً منه. وكان اندلاع الثورة «زى النهارده» في 9 سبتمبر 1881، كما قام الخديو بعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وكلف شريف باشا بتشكيلها في سبتمبر 1881، ثم تأزمت الأمور، وفى 2 فبراير1882 تشكلت حكومة جديدة برئاسة البارودى، وشغل عرابى منصب وزير الحربية، وتم إعلان الدستور في 7 فبراير 1882، وتغيرت الأحداث واستقوى توفيق على عرابى بالإنجليز، وانتهى الأمر بهزيمة عرابى في التل الكبير، ثم نفيه هو وصحبه في 3 ديسمبر 1882، وانتهى الأمر بالاحتلال البريطانى لمصر طوال 74 عاماً. ويقول الدكتور أيمن فؤاد، رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، إن من المفارقات التاريخية أنه بعد معاهدة 1936 خرج الجيش المصرى عن تقليد قبول الخاصة في المدرسة الحربية وقبل أبناء العامة من الشعب، وهم الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952، وكذلك الأمر حدث مع عرابى ورفاقه حين قبلهم الجيش المصرى الذي كان مقصورا على الشركس، ولعل نزول توفيق على مطالب الثورة أصاب العرابيين بما يشبه الإحساس بالقوة المفرطة، ولم يناورا بشكل يعكس خبرة ما، وواجه عرابى الإنجليز مع تفاوت موازين القوى، كما يمكن اعتبار عرابى ورفاقه ضحايا المغانم الثورية، كما أعتقد أن اللوحة الشهيرة التي تمثل مواجهة عرابى للخديو قد رسمت بعد فترة طويلة من الثورة، حيث لا تتفق مع مجريات ما حدث.