صورتان وتغريدة.. وسائل بسيطة أسهمت في إضفاء تغيير كبير على حياة لاجئ سوري بائس يعيش في لبنان، بعد أن تحصّل على تبرعات بقيمة 125 ألف دولار خلال 48 ساعة فقط. بدأت القصة عندما تداول ناشطون على موقعي «فيس بوك» و«تويتر» للتواصل الاجتماعي صورتين للاجئ سوري يبيع حفنة من الأقلام في شوارع بيروت، حاملاً ابنته الغارقة في سبات عميق على كتفه، وقد بدت علامات البؤس على وجهه، فيما أطلق ناشط أيسلندي يعيش في النرويج، اسمه جيسور سيمونارسون، الخميس، حملة على «تويتر» بهدف جمع 5 آلاف دولار كتبرعات للاجئ السوري في غضون فترة تمتد حتى 15 يومًا، وذلك تحت وسم (هاشتاج) حمل اسم #BuyPens، وطلب سيمونارسون أيضًا المساعدة في الوصول إلى هوية اللاجئ. وكانت المفاجأة.. حيث نجحت الحملة في جمع المبلغ المطلوب (5 آلاف دولار) خلال 30 دقيقة فقط من إطلاقها، فيما ارتفع المبلغ إلى 75 ألف دولار خلال 24 ساعة، ثم إلى 125 ألف دولار بعد مرور 48 ساعة من بدء الحملة، حسب ما ذكره سيمونارسون على موقعه لجمع التبرعات «إنديجوجو». وتعرف ناشطون محليون على هوية اللاجئ، موضحين أنه يُدعى عبدالحليم العطار (35 عامًا)، وهو سوري- فلسطيني هرب من مخيم اليرموك مع طفليه، عبدالإله (9 سنوات) وريم (4.5 سنوات)، إلى لبنان منذ 3 سنوات، ولجأ إلى بيع الأقلام لتوفير بعض النفقات التي تعينه وأسرته على تحمل أعباء الحياة. وفور علمه بالمبلغ الذي جُمع له عن طريق التبرعات، قال العطار، الذي أسر قلوب العالم بصورتيه، إن تلك التبرعات ستمنح عائلته «حياة جديدة»، وأضاف لشبكة «إن.بي.سي» الأمريكية ليل الجمعة، أنه يريد استخدام المال لإلحاق طفليه بالمدرسة، وتابع: «لا أريدهما أن يبقيا معي في الشارع»، فيما أعرب عن رغبته في مساعدة لاجئين سوريين آخرين، وشكر العطار المتبرعين بقوله: «هذه الحملة ستغير حياتي على نحو إيجابي»، فيما أكد رغبته في العودة إلى بلاده سوريا، واصفًا إياها بإنها «أفضل بلد في العالم». ونقلت صحيفة «تليجراف» البريطانية عن الناشط الأيسلندي، سيمونارسون، قوله: «حاولت أن أفعل شيئًا لمساعدة هذا الرجل، وعندما نشرت صورته لم أصدق ما حدث»، معربًا عن دهشته من حجم التفاعل الكبير مع حملته، وتابع: «من الجميل أن نرى الناس يجتمعون ويصنعون الفارق في حياة شخص آخر». وأوضحت «تليجراف» أن المبلغ سيسلم للعطار عن طريق جمعيات خيرية محلية في لبنان مختصة بشؤون اللاجئين، وعلى دفعات. ويأوي لبنان أكثر من مليون لاجئ من سوريا، التي تقطع الحرب أوصالها في الجوار، وباتت مشاهد مثل التي ظهر بها العطار مألوفة في بيروت، حيث يبيع أطفال اللاجئين الصغار الزهور والمناديل أو يعرضون تنظيف الأحذية مقابل مبالغ مالية زهيدة.
