تبدأ المرحلة قبل الأخيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا، مساء الثلاثاء، بمباراة الذهاب بين اليوفي وريال مدريد في إيطاليا، ثم برشلونة وبايرن ميونيخ في إسبانيا، الأربعاء، ولكن ماذا سيجعل هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا مميزه عن سابقها؟. العام الماضي كانت هناك مباراة "قوة بدنية" بين أتلتيكو وتشيلسي في قبل النهائي، وكان على الجانب الآخر بايرن وريال مدريد، فريقين يعتمدان على الأسلوب الهجومي، والعام قبل الماضي وصل دورتموند وبايرن للنهائي بعد أداء دفاعي رائع أمام برشلونة وريال مدريد، ولكن هذا الموسم لا يوجد فريق يشبه الأخر في المربع الذهبي. فالأسئلة التي تدور حاليًا بين أطراف المربع الذهبي عديدة، ولا يوجد لها إجابة واحدة، هل يستطيع برشلونة الدفاع واستخدام الهجمات المرتدة ضد بايرن؟ هل يستطيع بايرن الاحتفاظ على استحواذ أكثر من برشلونة؟، هل يمكن لريال مدريد الاعتماد على الكرة الهجومية مرة أخر؟، وهل يمكن ليوفنتوس النجاة لمباراة واحدة دون لاعب الوسط الذي قهر منافسيه حتى إصابته؟. ونبدأ الحديث عن المربع الذهبي من مباراة اليوم، وعن الفريق صاحب الأرض، وهو يوفنتوس الذي نجح في حسم الدوري الإيطالي قبل نهاية الموسم، ولكن هذا المرة نجح في الظهور الأوروبي بعد غياب دام طويلًا. بول بوجبا: يملك اليوفي أحد أفضل لاعبي خط الوسط على مستوى العالم، وهو الفرنسي بول بوجبا، وعلى الرغم من انه على غير المتوقع لحاقه بمباراة اليوم سنتحدث عنه في جميع الأحوال. من المعتاد أن يتم تصنيف لاعب كرة القدم إلى فئتين: لاعب بدني ولاعب مهاري، وفي حال معظم لاعبي كرة القدم، فعندما يكون هناك لاعبًا مهاريًا تمر أسوأ أوقاته في المباراة عندما يملك الفريق الآخر الكرة، وعندما يملك القوة البدنية اللازمة يكون ذلك على حساب لمسته الأولى للكرة، أو قدرته على توزيعها بشكل صحيح. ولكن يعتبر بول بوجبا أحد أهم اللاعبين الذي قاموا بالخروج عن هذه القاعدة في الوقت الحالي، فهو يملك القدرة على الهجوم وصناعة أهداف رائعة، والمرور من مدافعي الخصم بمهارة كبيرة، ولكنه أيضًا يملك القدرة على الدفاع بمجهود بدني قوي، ويعتبر الآن من اللاعبين القليلين الذين يستطيعون القيام بالدور الدفاعي والهجومي في مباراة واحدة لمدة 90 دقيقة، وهو لم يبلغ عامه ال23 بعد. أليجري - كونتي: ما يجعل اليوفي فريق رائع هذا الموسم، وجعله يصل لهذا مستوى من دوري أبطال أوروبا، هو امتلاكه خط وسط يدور حول بوجبا، هذا هو الموسم الثالث للفرنسي مع اليوفنتوس وكان دائمًا ما يكون بجوار فيدال وبيرلو، ولكن ما تغير هذا الموسم هو بدء اعتماد اليوفي على بوجبا نفسه، بعد أن قام بذلك مع فيدال الموسم الماضي، ومع بيرلو الموسم قبل الماضي. وما اختلف بيوفنتوس «أليجري» عن يوفنتوس «كونتي»، هو اعتماد الأول على لاعب مثل ماركيزيو أو بيريرا، ولم يصبح بيرلو هو محور الأداء في وسط اليوفي، ونقل تلك المهمه إلى بوجبا، ولم يصبح من الضروري أن تمر هجمات الفريق الإيطالي من خلال بيرلو، ولا يعني ذلك بأنه فقد قدرته على بدء الهجمات المرتدة على سبيل المثال. أليجري، وعلى عكس ما كان يقوم به كونتي، لم يسعى للاحتفاظ بالكرة، ولكنه رأى أن فيدال وبوجبا وتيفيز سيكونون كافيين لإيجاد المرمى، على أن يقوم هو بتدعيم الجانب الدفاعي لفريقه. كلتا الطريقتين كانا ناجحتين في الدوري الإيطالي، ولكن كونتي لم يستمر طويلًا في دوري أبطال أوروبا، قد يكون سوء حظ واجه كونتي، أو قد يكون سببه أنه قرر محاكاة فئة أصعب بطريقة غير مناسبة لسرعتهم أو فنياتهم. مباراة الذهاب: في حالة كان كلا الفريقين كاملين، كان من المتوقع أن معركة بين نمطين مختلفين من كرة القدم بين قدرة لاعبي وسط اليوفي البدنية وبين قدرة لاعبي ريال مدريد الهجومية وسرعتهم، ولكن مع الإصابات بكلا الفريقين مثلًا بوجبا ومودريتش وبنزيمة، فمن المتوقع أن نرى مباراة معتادة قليلًا، حيث سيعتمد اليوفي على غلق المساحات، في حين يعمل ريال مدريد على صب هجمات متواصلة على الفريق الإيطالي. أليجري يعلم أن بدون بوجبا ستكون لحظات الابتكار أقل، وسيعمل على أن تنكشف قدرات بيرلو الدفاعية "الضعيفة"، ولكن على الجانب الآخر ريال مدريد لن يحزن كثير بالخروج بأقل ضرر ممكن في حالة عدم تحقيقه نتيجة إيجابية. اليوفي سيعمل على استغلال الهجمات المرتدة، وعلى مجهود دفاعي قوي، رغم أن المباراة على ملعبه، وسيحاول أن يستعيد ما اعتادت الفرق الإيطالية القيام به وهو الدفاع.
