في تطور علمي غير مسبوق، أعلن علماء الأحياء في الصين، أنهم أجروا أول تجربة من نوعها لتغيير الحمض النووي، «دي.إن.إيه»، لأجنة بشرية، مما فجر تنديدا من علماء حذروا من مخاطر تغيير الخريطة الجينية للإنسان بطريقة قد تستمر أجيالا. وخرجت الدراسة من الصين، مطلع هذا الأسبوع، في دورية إلكترونية غير مشهورة، تسمى «بروتين آند سل». وفي مقابلة مع الموقع الإخباري لدورية «نيتشر» العلمية، قال البروفيسور جونجيو هوانج، من جامعة صون يات سين، الذي أشرف على الدراسة في مدينة جوانجتشو الصينية، إن دوريتي «نيتشر» و«ساينس» رفضتا البحث، وإن ذلك يرجع بشكل جزئي لأسباب أخلاقية. وقال المدير التنفيذي لشركة «سانجامو بيوساينسيز»، ومقرها كاليفورنيا، إدوارد لانفيار، «كانت هناك شائعات مستمرة» عن أبحاث من هذا النوع تجري في الصين وطالبت مجموعة من العلماء، في مارس، بفترة توقف عالمية لمثل هذه التجارب، واستطرد: «ورقة البحث هذه تنتقل من الافتراضي إلى الواقعي». ويطلق على تقنية تغيير الحمض النووي، المثيرة للجدل اسم «كريسبركاس9» وهي بمثابة نسخة حيوية لبرنامج لغوي اسمه «ابحث واستبدل. ويستخدم فيه العلماء انزيمات التصقت في البداية مع جين متحور مثل جين مرتبط بمرض ما وبعدها يقومون باستبداله أو تعديله. وذكرت مجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مؤخرا، أن هناك ما لا يقل عن 6 تجارب منتظرة أو جارية باستخدام هذه التقنية على البويضات أو الأجنة البشرية لإصلاح عيوب جينية مثل التي تسبب التليف الكيسي، أو جين «بي.آر.سي.إيه1» المسبب لسرطان الثدي. وحذر العلماء من أن تغيير الحمض النووي للحيوانات المنوية والبويضات أو الأجنة، يمكن أن يأتي بتأثير غير معروف على الأجيال القادمة، لأن هذه التغييرات تنتقل إلى الذرية، ويفرق العلماء بين هذه الهندسة التي يمكن انتقالها بالوراثة وتلك التي تعدل الحمض النووي لخلايا غير متكاثرة لإصلاح جينات مريضة.