«الانقلاب يترنح»!!

عنوان هذا المقال ليس لى، ولكنه إحدى العبارات الأكثر تداولاً فى منابر «الإخوان» الإعلامية، وإحدى الأيقونات التى تملأ مواقع التواصل الاجتماعى، التى تنشط فيها لجانهم الإلكترونية.
«الانقلاب يترنح» تمثل أفضل تجسيد ممكن لحالة «التفكير بالتمنى» Wishful Thinking، وهى الحالة التى يحول فيها شخص أو كيان مأزوم أمنياته إلى توقعات، ثم يستفحل الأمر عندما تتفاقم أزماته، فيحول تلك الأمنيات إلى «حقائق» يصدقها وحده، ويعيش فيها وحده.
«الانقلاب يترنح» هى العبارة التى يحلو لأعضاء تنظيم «الإخوان» وداعميهم التغنى بها يومياً، والتى يحرصون على تضمينها فى معظم ما يبثونه من أخبار مزيفة وآراء سقيمة.
«الانقلاب يترنح» عبارة تعكس خواء الفكر «الإخوانى»، وتهافت حججه وذرائعه، وهى تماثل عبارة «مرسى راجع» تماماً فى قدرتها على التجرؤ على الحقيقة والعيش فى حالة مصطنعة وزائفة.
تذكرت عبارة «الانقلاب يترنح» عندما شاهدت الافتتاح المبهر لفعاليات المؤتمر الاقتصادى فى مدينة شرم الشيخ، وهو الافتتاح الذى طمأن المصريين على سلامة قرارهم الذى اتخذوه فى 30 يونيو 2013، وعزز لديهم اليقين فى قدرتهم على بناء دولتهم، وتخطى الصعاب، وقهر التحديات التى تستهدف حياتهم، ووحدتهم، وأمنهم، وأقواتهم، ومستقبل أبنائهم.
لقد سرت طاقة إيجابية بين المصريين فى أعقاب انطلاق المؤتمر الاقتصادى، وشعر قطاع كبير منهم بكثير من التفاؤل والبهجة والاطمئنان، وترسخت الثقة فى قدرة الحكومة والشعب على عبور المحنة الحالية إلى مستقبل مشرق وواعد.
لم تكن المساعدات العربية التى تم الإعلان عن منحها لمصر فى صورة استثمارات وودائع بنكية أفضل ما حصلنا عليه، ولم يكن حضور المستثمرين الذين أتوا من نحو 90 دولة راغبين فى ضخ الأموال فى شرايين الاقتصاد الوطنى أهم ما حصل.
هناك ما هو أهم وأكثر تأثيراً من كل هذه التطورات الإيجابية.
لقد جاء العالم إلى مصر حينما دعت.
جاء العالم إلى مصر معترفاً بأهميتها، ومقدراً لطاقاتها الكامنة، ومُقراً بدورها المحورى، ومسلّماً بمكانتها المستقبلية.
كل تلك الوفود جاءت لتقر بأن الشعب المصرى قرر طرد «الإخوان» من الحكم، وإقامة دولة رشيدة ومستقلة وعادلة، من خلال «خريطة طريق» تنطوى على التزامات واستحقاقات سياسية ودستورية، وأنه قادر على تحقيق تلك الالتزامات.
لقد كانت مصر فى افتتاح أعمال هذا المؤتمر دولة كاملة الاعتبار، متمتعة بأقصى درجات التقدير، وكان العالم موجوداً ليسجل هذا، ويرد على جميع المشككين والحاقدين.
يريد العالم أن يستثمر فى مصر لأنه يثق فى نظامها، ويقدر حكومتها، ويحترم إرادتها، ويتوقع لها التقدم والازدهار.
لقد حققنا أرباحاً كبيرة من هذا المؤتمر، ولعل أهمها يتمثل فى تعزيز ثقتنا فى قدرتنا على عبور أزماتنا الراهنة، وهزيمة أعدائنا، وبناء المستقبل الواعد الذى نستحقه ويليق بأبناء شعبنا.
لا يجب تبديد الطاقة الإيجابية التى تولدت بفعل هذا المؤتمر المهم والحيوى، ولا يجب التوقف عن محاولة تحقيق الاختراقات فى بقية المجالات على ذات المنوال.
على تنظيم «الإخوان» وحلفائه من الإرهابيين والتكفيريين، وداعميه القطريين والأتراك، أن يدركوا حقيقة ما جرى.
على هؤلاء أن يعرفوا أن 30 يونيو لم تكن انقلاباً، وبالتالى فإن هذا المسار الذى أراده الشعب المصرى وأصر عليه لم يترنح ولن يترنح، وأن المصريين سيمضون إلى الأمام مهما عظمت التحديات ومهما زادت العوائق والصعوبات.
أما الدول التى مازالت تحلم بترنح مسار 30 يونيو، وتستثمر فى تقويض الاستقرار فى مصر وزعزعة أركان الدولة، فعليها أن تقرأ ما جرى على النحو الصحيح، وعندها ستدرك من الذى يترنح، ومن الذى يخطو بثبات على أرض صلبة.
اجعلوا من هذا المؤتمر إشارة انطلاق إلى مستقبل واعد ومُستحق، وقد بدا لنا قريباً ومتاحاً أكثر من أى وقت مضى.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة