نحن متفقون أن نبتعد يوم الخميس عن السياسة ونحضر بلبس الألعاب وأن نتفاءل ونتحدث عن نصف الكوب المملوء بصرف النظر مملوء إيه؟ لذلك دعونا نتحدث اليوم عن نموذج مصرى للنجاح.. كنا نتحلق حول عربة الكبدة ونساعد أحياناً صاحبها فى غسل الأطباق داخل الجردل وخارجه وكان شاباً واعداً يقدم خدماته إلى أصحاب الدكاكين كما يقدمها إلى أفراد الكمين ولم يكن يعرف الفرق بين «كمين الشرطة» و«الكاميرا الخفية» لذلك لفت نظر الأمن وبعد أن نجح فى البرلمان بدأ الممارسة السياسية وكان أول ما فعله بائع الكبدة هو أنه استضاف بائعة هوى ورفض أن يدفع لها بحجة أن معه حصانة ثم أراد «شحاتة كفتة» أن يتوسع فقرر أن يستولى على مقر حزبه ليحوله إلى مطعم ثم لاحظ أن أصحاب الوقفات الاحتجاجية والمتظاهرين يحضرون معهم الساندوتشات وأن من بينهم بعض منافسيه فجن جنونه وطلب لهم الإزالة ولما عاتبناه قال (الكبدة والطحال وضرب النار أهى كلها دم) فنسكت على اعتبار أن الكبدة فيها حديد.. أما نصف الكوب الفارغ فيمثله «طيطا الهادى» وهو رجل طيب ويكره التغيير ولا يحب المشاكل.. «مفيش أكل يا طيطا» سيبونى نايم.. «العيال تاهت يا طيطا» سيبونى نايم.. «الجيران سحبوا المية بالموتور» سيبونى نايم.. «البيت فيه حرامية» سيبونى نايم.. «فيه زلزال، بركان، نيزك» سيبونى نايم.. يقال إن ذبابة وقفت فوق وجهه لمدة سنة ولم يفكر أن يهشها.. وعندما عاتبه البعض كان يقول:- «الاندفاع والشعارات والحاجات دى غلط.. ما حدش عارف إيه اللى ورا الدبانة دى.. هى قدامك دبانة.. الناس شايفاها دبانة.. الصحافة تقول إنها دبانة.. كل واحد يفتى ويقول إنها دبانة.. لكن حد فكر إيه المصايب اللى ورا الدبانة.. تعالى يا اخويا هنا أقعد مطرحى وحاول تهشها وشوف إيه اللى ح يحصل لك.. إحنا غاويين كلام ورغى وبس.. دى عصفورة.. قدامك عصفورة.. إنت من موقعك شايفها عصفورة لكن تعرف إيه المصايب اللى وراها؟ طبعاً لأ.. يا جماعة سيبونا نشتغل.. دى ترابيزة ولها أربع رجلين.. قدامك ترابيزة.. لكن ممكن فى لحظة تتكربس الدنيا وتتحول إلى حاملة طائرات.. يا اخوانا الهدوء.. وقبل ما نتهور ونهش دبانة أو عصفورة لازم نحسبها كويس».. وعندما ينتهى «طيطا الهادى» من حديثه يهز الجميع رؤوسهم إعجاباً بحكمته.. وبسبب «طيطا الهادى» يتواجد أمثال «شحاتة كفتة». [email protected]