قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحب عمالها من مدينة بنغازي، شرق ليبيا، وسط مخاوف من هجوم قد يكون وشيكا تشنه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» الخميس عن بعض العاملين في اللجنة الدولية القول إن «أجواء من الخوف تسود بنغازي أكبر معاقل المعارضة». وأفادت الأنباء بوقوع مزيد من القتال العنيف غرب المدينة، حيث يعد مقاتلو المعارضة مواقع دفاعية جديدة. وقالت «بي بي سي» إن التلفزيون الليبي بث بيانا للجيش يدعو فيه سكان بنغازي إلى مغادرة أماكن تجمع مقاتلي المعارضة والابتعاد عن مخازن الأسلحة، وأن قوات الجيش قادمة لإنقاذ سكان المدينة. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أرسلت من مقرها بالعاصمة الأردنية عمان عبر بواخر شركة الجسر العربي للملاحة سبع سيارات محملة بالأغذية والأدوية في طريقها إلى مدينة «بنغازي» الليبية ضمن حملة تعزيز الإمدادات الإنسانية للشعب الليبي. من جانبه قال الزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء إنه لا يتوقع أن تضطر قواته لخوض معركة لاستعادة السيطرة على مدينة بنغازي معقل المعارضين المسلحين في شرق ليبيا. وسُئل القذافي في مقابلة مع محطة تلفزيون (ال.بي.سي) اللبنانية هل يتوقع معركة في بنغازي فأجاب قائلا «لا.. لا أعتقد هذا». وقال القذافي إن المواقع التي يتحصن فيها المسلحون «يجري تطهيرها الآن بمساعدة من الشعب». ووصف المسلحين بأنهم عناصر «ارهابية» من «القاعدة». في السياق ذاته قالت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة في الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس إلى الحاجة إلى التفكير في خطوات تذهب إلى ما هو أبعد من فرض حظر للطيران على ليبيا. وقالت السفيرة رايس فى مؤتمر صحفى حول مناقشات مجلس الأمن بشأن ليبيا: «نحن نجرى مناقشات جادة ونقود جهود في المجلس حول مجموعة من الإجراءات التي نعتقد أنها يمكن أن تكون فعالة في حماية المدنيين فى ليبيا». وأضافت: «هذه الإجراءات تشمل مناقشة لفرض منطقة لحظر الطيران.. ولكن وجهة نظر الولاياتالمتحدة هى أنه يتعين علينا أن نكون مستعدين لاتخاذ خطوات تشمل إقامة هذه المنطقة في هذه المرحلة، وربما تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك مع تطور الوضع على الأرض، والقيود التى تحد من فعالية فرض هذا الحظر على حماية المدنيين المعرضين للخطر الفوري». من ناحية أخرى، أكدت السفيرة الأمريكية على أهمية المشاركة العربية فى هذا الصدد، مشيرة إلى أجراء الولاياتالمتحدة لمحادثات مع شركاء عرب وشركاء آخرين حول ما الدور الذي يمكن أن يقوموا به، ونوهت بأن طلب اتخاذ إجراء فى هذا الصدد جاء من أعضاء من الجامعة العربية، وأضافت: «ونعتقد أنه نتيجة لذلك، ينبغي أن يكونوا جاهزين ومستعدين للمساهمة بطرق مفيدة جدا». ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن فى وقت لاحق الخميس على مشروع قرار يتضمن فرض حظر جوي في ليبيا. وقد اختتم المجلس مساء الأربعاء جلسته بالتوافق على مشروع قرار يتضمن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا على أن يتم التصويت عليه الخميس. وتم تقديم مشروع قرار من بندين إلى مجلس الأمن الدولي.. ويطالب البند الأول بفرض منطقة حظر جوي، ويهدف البند الأخر إلى تشديد العقوبات التي فرضت على نظام معمر القذافي من خلال إضافة أسماء إلى قائمة الأشخاص والكيانات المستهدفة بتجميد الأرصدة وحظر السفر.
