أوسكار وايلد، هو مؤلف مسرحي وروائي بريطاني أيرلندي، احترف الكتابة بمختلف الأساليب خلال ثمانينيات القرن ال19، وأصبح من أكثر كتاب المسرحيات شعبية في لندن في بدايات التسعينيات من نفس القرن. ولد في 16 أكتوبر 1854 بدبلن في أيرلندا وهو الابن الثاني من 3 أبناء للسير ويليام وايلد، الذي كان طبيبًا وجراح عيون مشهور في أيرلندا، وأمه جين فرانسيسكا، كانت كاتبة تناضل بقلمها من أجل حرية أيرلندا، وكانت تكتب قصائد ثورية تحت اسم مستعار في جريدة أسبوعية. كان أوسكار وايلد في طفولته يفضل القراءة مثل الأدب والشعر، خاصة الشعر الإغريقي ولم يكن مهتما باللعب مثل بقية أقرانه، وقد تلقى تعليمه في المنزل حتى بلغ التاسعة من عمره، وأتقن الألمانية والفرنسية على يد معلمة فرنسية ومربية ألمانية. التحق «وايلد» بمدرسة بورتو الملكية بإنيسكيلين، حيث تفوق في دراسة الكلاسيكيات وقد أخذ جائزة المركز الأول في السنتين الأخيرتين بهذه المدرسة ثم حصل على منحة دراسية لجامعة ترنتي في دبلن ثم حصل على منحة أخرى لكلية ماجدلين في جامعة اكسفورد، بعد تفوقه بجامعة ترنتي عام 1872، وهناك بدأت موهبته الشعرية تتطور أكثر فأكثر حتى ملأت أشعاره الصحف الأيرلندية وكان قد حظى بشهرة بين أصدقائه لخفة روحه وذكائه، وبعد وفاة والده في 1876 ورهن منزل «وايلد» تكفل أخوه الأكبر هنرى وايلد بالأسرة ودفع رهان المنزل إلى أن توفى فجأة في عام 1877، الحدث الذي جعل أوسكار وايلد يتفوق في دراسته بالجامعة حاصدًا جوائز عدة عن بعض مؤلفاته الشعرية. وبعد أن أنهى دراسته سافر إلى لندن في العام 1881 ليعيش مع صديقه فرانك مايلز الذي كان رساما مشهورًا، وفي نهاية عام 1881 سافر إلى نيويورك بالولايات المتحدة ليلقي بها محاضرات في علم الجمال، ولما عاد من أمريكا قضى 3 أشهر في باريس كتب خلالها رواية تراجيدية، ثم سافر ليلقى محاضرات في بريطانيا وأيرلندا، وفي عام 1884 تزوج ابنة محام مشهور، توفي والدها وهي في سن ال16 وكانت تصغر «وايلد» ب 4 سنوات وانجب منها ولدين «سيريل، وفيفيان»، ولتزايد أعباء المعيشة عليه عمل مراجعا في مجلة «بول مول» ثم صار محررا لمجلة عالم المرأة منذ عام 1887 وحتى عام 1889، ثم كانت السنوات ال6 التالية الأكثر إبداعًا في حياته، حيث أصدر مجموعة من القصص الخيالية للأطفال بعنوان «الأمير السعيد، وقصص أخرى»، ومجموعة أخرى بعنوان «بيت الرمان»، وفي 1891 أصدر روايته الوحيدة صورة دورين جراي، وقد نشرت في جريدة أمريكية في عام 1890 وقد قوبلت بهجوم عنيف في البداية واستخدمها مهاجموه كدليل إثبات ضده في محاكمة تسمى «كوينزبرى»، وكانت أول مسرحية له «مروحة السيدة وندرمير»، التي قُدمت في1892 على مسرح سانت جيمس، وحققت نجاحًا ماديًا وفنيًا جعلته يستمر في الكتابة للمسرح ودشنت اسمه كأحد أهم كتاب المسرح الإنجليزي، وقد قدمت السينما المصرية هذه الرواية في فيلم امرأتان. بعد الشهرة والقمة بدأ جم «وايلد» ينطفئ وكأنه رضى ما وصل إليه من طموح، وسهل له أصدقاء السوء طريق الرذيلة إلى أن قُدم للمحاكمة فيما يُعرف بمحاكمة «كوينزبري»، وحُكم عليه بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدة عامين وفي السجن كتب خطابًا شهيرًا إلى صديقه ألفريد دوجلاس سماه «من الأعماق»، وبعد خروجه من السجن هاجر إلى فرنسا وأمضى الوقت دون كتابة أعمال مهمة إلى أن توفي «زي النهاردة» 30 نوفمبر 1900 عن 46 سنة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
