تعرض عدد من المصريين خلال مشاركتهم فى جلسة المراجعة الدورية الشاملة لملف مصر، التي ناقشها المجلس الدولي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بجنيف، الأربعاء، وسبقتها فعاليات وأنشطة منذ بداية الأسبوع الجاري على هامش الجلسات إلى عدد من المضايقات. مراسل «المصري اليوم» في جنيف رصد تلك المضايقات في 3 مشاهد طالت النشطاء والصحفيين والإعلاميين وحتى المصريين العاديين من غير المشهورين، على النحو التالي: المشهد الأول فور وصول وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى مقر إقامته بأحد الفنادق القريبة من شارع لوزان ب«جنيف»، وخلال تواجد باحثتين من المجلس أمام الفندق، قاد أحد المجهولين سيارته وتوقف أمامهما وسبهما بألفاظ نابية، وظل يردد: «يا انقلابيين»، ثم فر مسرعًا. المشهد الثاني بطله عادل مكي، محام مصري، رئيس جمعية الأمم لحقوق الإنسان، الذى كان يسير برفقة عدد من أصدقائه، متوجها للمشاركة فى جلسة استعراض مصر للأمور المتعلقة بحقوق الإنسان، وعند ركوبهم المترو، توجهت إليهم سيدة مصرية وقالت لهم دون حوار مسبق: «يا خونة»، لكن مكي ومن معه لم ينساقوا لمحاولة استفزازهم من قبل السيدة. وقال مكي ل«المصري اليوم»: «قلت لها بشكل هادىء ودون انفعال المصريين عمرهم ما كانوا خونة وتصنيفكم أنتم الآن إرهابين». وأضاف: «توجهنا بعدها إلى مقر الأممالمتحدة، وكان هناك نحو 7 أشخاص يقفون أمام المقر يرفعون (شعار رابعة) ويسيرون خلف من يشعرون بأنه مصرى ويحتكون به من بعيد، في محاولة لإخراجه عن شعوره والتهكم بعبارات منها: (يا دمويين .. يا انقلابيين .. يا خونة)، ولكننا قلنا إن السخرية أحسن رد عليهم، بعد أن وصلوا لتلك الحالة، التي تعنى بالنسبة لي شخصيا فشلهم، بعد أن رأيتهم يضعون علم مصر على الأرض». المشهد الثالث مراسل «المصري اليوم» كان بطله، حيث تعرض لمضايقات خلال تصويره مظاهرة لعدد من أنصار جماعة الإخوان أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان، في محاولة لاستفزازه وجره إلى مشادة بعد اتهامه من قبل أحد المشاركين بأنه «من داعمي الانقلاب» فور علمه بأنه مصري. القصة، التي رصدتها «المصري اليوم» بالفيديو والصور بدأت فور خروج مراسلها من مقر الأممالمتحدة، عقب انتهاء الجلسة الخاصة بمصر ، والتوجه لتغطية مظاهرة كانت جمعية تابعة للإخوان أعلنت تنظيمها قبل يومين، وتردد بأنه تم إلغاؤها، ولكن فوجىء بتواجد نحو 5 أشخص أمام تمثال «الكرسى المكسور » المواجه لمقر الأممالمتحدة يرفعون شعارات رابعة، ويضعون «بوستر» شبيه ل«علم مصر» على الأرض، فىيحين تم وضع صورة الرئيس المعزول، محمد مرسي، على منضدة. وأثناء الاقتراب منهم وخلال تصوير المشهد اعترض أحدهم، شاب في العقد الثالث، على التصوير، متهمًا المراسل بأنه «انقلابي»، قبل معرفة مهنته أو حتى سؤاله عن هويته، فما كان منه إلا أن عرفه بنفسه قائلا له: «أنا صحفي وعارف إن هناك مظاهرة ووظيفتي تغطيتها»، ثم أعطاه «بيزنس كارت» للتأكد من حسن نيته. فنظر إلى «البادج» المعلق فى صدر بدلته، وقال له: «مش أنت اللي كنت بتصور في ندوة الإخوان بنادى الصحافة السويسري»، وقبل أن يتلقى إجابة، قال له: «أنت في (المصري اليوم) يعنى مع ساويرس.. أنت سيسي.. يا انقلابي.. ارحمونا عايزين مننا إيه؟.. روح يا أخى بلدكم»، ثم دخل في وصلة سباب، محاولًا استفزاز المراسل ومنعه من مواصلة تغطيته، والذي حاول بقدر الإمكان عدم الدخول فى حوار غير مجد معه. وتدخل أحد المشاركين، ويدعى عزمي محمد، وعرف نفسه بأنه مقيم فى مدينة بيرن، وحضر للمشاركة فى المظاهرة، مطالبًا بالتماس العذر لزميله، ثم تبعه رجل كبير ويدعى، «عمي محمد»، وقال: «حضرتك عايز إيه؟»، فرد عليه مراسل «امصري اليوم»: «تغطية الحدث، ومن أنتم وكم عددكم، وما الرسالة التي تريدون إرسالها من تلك الوقفة»، فرد قائلًا: «يعني أنت هتنشر الكلام، ده إحنا مش ضد البلد». وعرض عليه المراسل تصويره بالفيديو هو ومن معه فوافقوا، وقال: «هذه الوقفة بمناسبة انعقاد جلسة مجلس حقوق الإنسان الدولي، ونحن ندعم الشرعية ونعم للديمقراطية، وإحنا مش بنعمل حاجة ضد مصر وعايزين كلنا نرجع مصر وبنتعاون مع المصريين علشان البلد تقوم». وتابع: «إحنا مش ضد النظام مش أكتر من كدا»، وعند سؤاله عن الجهة المنظمة للوقفة، أعلن أنها «جمعية العدالة لمصر والمجلس الثوري المصري في أوروبا».
