التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته الحالية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مع قناة «سي بي إس» الأمريكية، وأجاب عن سؤال عن استعداد القوات الجوية المصرية للاشتراك في الحرب التي تقودها أمريكا ضد تنظيم «داعش» بضحكة، أتبعها ب: «إدونا الطيارات الأباتشي وال F16، اللي موقفينها من سنة ونصف». فما هي مروحيات «الأباتشي»؟ ولماذا تريدها مصر الآن؟ نجيب عن كل هذه الأمور وغيرها في 6 أسئلة. 1. كيف حدثت أزمة مروحيات «الأباتشي»؟ في أكتوبر من عام 2013، علَّقت الإدارة الأمريكية إرسال 10 مروحيات «أباتشي» إلى مصر بسبب ما وصفته ب «قلقها من انتهاكات حقوق الإنسان وتعطيل الديمقراطية في مصر» بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، كما علَّقت أيضًا إرسال 4 طائرات مقاتلة من طراز إف-16 في يوليو 2013. يفرض القانون الأمريكي على الكونجرس تعليق أي مساعدات إلى الدول التي يحدث فيها «انقلاب عسكري» على السلطة، لكن إدارة أوباما لم تُطلق على ما حدث في مصر بعد 30 يونيو 2013 لفظ «انقلاب عسكري»، وترددت في اتخاذ موقف واضح من الإدارة المصرية الجديدة حتى الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي رئيسًا للجمهورية في عام 2014؛ لتستأنف أمريكا علاقاتها الطبيعية مع مصر، وترفع حظر إرسال الطائرات والمروحيات العسكرية. 2. كم يبلغ حجم المساعدات الأمريكية إلى مصر؟ تدخل مروحيات «الأباتشي» ضمن المساعدات التي تقدمها أمريكا إلى مصر بقيمة 1.5 مليار دولار سنويًا، تذهب 1.3 مليار دولار منها إلى القوات المسلحة في مجالات التسليح والتدريب والتطوير. 3. هل علَّقت أمريكا مساعداتها إلى مصر من قبل؟ لا؛ لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل منذ توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل في عام 1979 والتزام أمريكا بتقديم المساعدات إلى مصر، رغم مرور البلدين بعدة فترات ساد التوتر خلالها بينهما، كان آخرها في عام 2012 بسبب قضية مداهمة منظمات المجتمع المدني المصرية، وتقديم عدد من القائمين عليها إلى المحاكمة في القضية المعروفة ب «قضية التمويل الأجنبي». 4. ما مواصفات «الأباتشي» ومميزاتها؟ تُعد مروحية «إيه إتش-64 أباتشي»، المعروفة اختصارًا ب «أباتشي» أقوى المروحيات الهجومية العسكرية في العالم، وخضعت منذ بداية تجاربها الأولى في عام 1975 إلى عدة مراحل للتحديث، حتى انتهت إلى 6 فئات رئيسية، بالإضافة إلى مروحية «أباتشي» للعمليات البحرية. تتميز الأباتشي بقدرات هجومية ودفاعية عالية؛ فهي تحمل صواريخ «هيلفاير» الخارقة للدروع، ومدفع رشاش «إم230»، وصواريخ «الهيدرا»، وتعمل بمحركين تربينيين بقوة 1890 حصانًا لكل منهما، يُمكنانها من الطيران لثلاث ساعات متواصلة بسرعة 145 ميلًا في الساعة، وهي قادرة على العمل ليلًا ونهارًا في جميع الظروف المناخية، وتستطيع الصمود في المعارك بكفاءة حتى بعد ضربها في المناطق الحساسة منها، بالإضافة إلى تكنولوجيا حديثة في الاستشعار، والاتصال، وتسجيل الصوت والفيديو. تقوم شركة «بوينج» الأمريكية بتصنيع الأباتشي منذ عام 1997 وحتى الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا، وتعتمد عليها عدة دول حول العالم في عملياتها العسكرية؛ فبالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، تستخدم «الأباتشي» في الشرق الأوسط مصر، وإسرائيل، والكويت، والإمارات، والسعودية، والعراق، وتعتمد عليها كذلك بريطانيا، واليابان، واليونان، وهولندا، وسنغافورة. 5. ما تاريخ مصر مع «الأباتشي»؟ استقبلت القوات الجوية المصرية الدفعة الأولى من مروحيات «الأباتشي» بين عامي 1995 و1996 بعد طلب 36 مروحية من الطراز الأول (إيه إتش-64 إيه)، ثم أعلنت مصر عزمها تحديث أسطولها من «الأباتشي» في عام 2000 بنفسها، فسمحت الحكومة الأمريكية لشركة «بوينج» بتحديث 35 مروحية مصرية في الفترة بين 2003 و2007 إلى طراز (إيه إتش-64 دي)، وتبلغ قيمته أكثر من 56 مليون دولار أمريكي. وفي عام 2009 طلبت الحكومة المصرية 12 مروحية «أباتشي» جديدة من طراز (إيه إتش-64 دي) المُحدَّث، و36 نظامًا حديثًا للاستشعار والتتبع بقيمة 820 مليون دولار أمريكي؛ ليصل أسطول «الأباتشي» المصري إلى 48 طائرة، متفوقًا على إسرائيل التي ستملك 35 مروحية من طراز (إيه إتش-64 دي) بحلول عام 2015. تمت الموافقة على طلب مصر والاتفاق على تصنيع 10 مروحيات «أباتشي» لصالح الجيش المصري، وهي الصفقة المتوقع تسليمها إلى مصر قريبًا. 6. لماذا تريد مصر «الأباتشي» الآن؟ تعتمد القوات المسلحة المصرية على مروحيات «الأباتشي» في عملياتها الدائرة في سيناء ضد التنظيمات المسلحة منذ أغسطس 2012، ولم تقتصر عمليات الجيش المصري على غارات تشنها «الأباتشي» على أهدافها ثم تعود إلى قواعدها؛ فقد وافقت إسرائيل على طلب الحكومة المصرية بتمركز 5 طائرات «أباتشي» مصرية داخل سيناء، كما تقتضي معاهدة «كامب ديفيد» بين البلدين، لمواجهة «التكفيريين» هناك. ويقول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر مستعدة لدعم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لمواجهة تنظيم «داعش»، لكن يجب على إدارة أوباما أن تُفرج أولًا عن صفقة «الأباتشي» لتتمكَّن مصر من مواجهة «الإرهاب» في سيناء، وهو الطلب الذي وافقت عليه الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هاجل. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
