في مدونة لي سألت في يوم الجمعة 4 مايو 2007 أين سيذهب الذهب الذي اكتشف في عصر الرئيس مبارك ولم أتلق إجابة حتي الآن. تساؤلات شعبية بسبب أخبار صحفية فى التنقل بسيارات الأجرة فى القاهرة أكثر من فائدة... أهمها ألا تضطر إلى القيادة بين السيارات التى يقودها بعض من لاشك فى جنونهم المتهور... و منها أنك تسمع أخباراً قد لا تكون سمعت بها أو قرأت عنها... فبعض قائدى سيارات الأجرة لديهم ميل إلى الثرثرة ربما لتسلية أنفسهم و كسر الملل من اللف و الدوران فى شوارع القاهرة المزدحمة ليل نهار... فهى مدينة لا تنام منذ أكثر من ألف عام... من يومين كنت عائداً من عملى فى مبنى ماسبيرو حرسه الله منارة للإعلام العربى... استوقفت سيارة أجرة... ولحسن الحظ توقفت عند أول إشارة منى.. بعد أن استقر بى المقام و أشعلت لفافة تبغ أنفخ مع دخانها بعض الهم الساكن ليل نهار فى صدرى... قال السائق الذى افترض أنى على علم ببواطن الأمور لمجرد وقوفى أمام مبنى ماسبيرو : " ما آخر أخبار الذهب ؟ "... و لما لاحظ حيرتى و عجزى عن التواصل معه قال : " لقد نشر الأهرام اليوم خبراً عن انتاج سبيكة من الذهب بنسبة نقاء 99,99 % من منجم " حمش " بالقرب من مرسى علم و الذى كان متوقفاً عن الإنتاج لمدة 50 عاماً و أن العمل جارى فى منجمين آخرين بالقرب منه كما صرح بذلك المهندس سامح فهمى وزير البترول و الثروة المعدنية " قلت : " خير و بركة.. مصر أرض مباركة و شعبها يستاهل كل خير " رمقنى الرجل العجوز بنظرة فاحصة ثم سألنى بلهجة من يسأل ليعرف " أين سيذهب هذا الذهب يا بك ؟ ... أسقط فى يدى ولا أخفيكم أنى توجست خيفة و لكنى تشجعت وقلت : " الحقيقة علمى علمك و لكن أكيد سيساعد فى البناء و التنمية " ضحك الرجل و قال وفى صوته رنة سخرية ليست خافية " أفادك الله " ثم انطلق كمن يريد أن يقول كل ما عنده : " فرعون ادعى الألوهية و قال أنا ربكم الأعلى ولما عاتبه موسى و هارون بقول لين .. قال : " أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى " وكل يوم نسمع ونقرأ عن اكتشاف بترول وغاز فى الصحراء وتحت البحر وفوسفات وحديد و خلافه ولا تنسى دخل قناة السويس و الضرائب والرسوم و.... قاطعته وأنا أمد يدى بالأجرة ولكى أرد له السخرية التى حملها لنظراته قلت بأدب " على فكرة يا حاج ممكن تكتب كل اسئلتك هذه وترسلها لمكتب معالى وزير المالية وأنا واثق أنه سيرد عليك بأسرع مما تتصور " ضحك الرجل بود و من قلبه و قال لى بحميمية تميز المصريين : " ألف شكر.. مع السلامة يا أمير يا ابن الأمرا "