لم يكتف تنظيم «داعش» بتفجير المساجد والمقامات الدينية بل ذهب إلى أكثر من ذلك ببعيد حيث التفت إلى علماء وخطباء تلك المساجد ليتعرض إلى رجال الدين المسلمين ويضايقهم، بل وصل الحد إلى الاعتقالات، التي طالت عددا منهم لعدم انصياع العديد من رجال الدين لأفكار تنظيمات «داعش» وما يسمى بمنهجها الخلافي، الذي يراه الكثير من رجال الدين في مدينة الموصل بالمنهاج المتشدد، والبعيد عن الدين الإسلامي، علاوة على عدم مبايعتهم لخليفتهم المزعوم أبوبكر البغدادي. فاعتقل علماء وفرضت الإقامة الجبرية على 40 إماما وخطيبا لمساجد في مدينة الموصل ومساجد أغلقت كان آخرها، الجمعة، حيث قام التنظيم بإغلاق جامع هاجر في حي سومر جنوب مدينة الموصل، ومنع إقامة صلاة الجمعة. ويقول الشيخ محمد هاشم، أحد رجال الدين، إن التنظيم اعتقل 5 من علماء الدين أبرزهم الشيخ أكرم عبدالوهاب، واقتاده إلى جهة مجهولة، كما فرض الإقامة الجبرية على عدد آخر من رجال الدين، وأن أكثر من 40 رجل دين في الموصل مطاردين من قبل مسلحي «داعش» وبعضهم تحت الإقامة الجبرية. وبين هاشم أن «أسباب الملاحقة لرجال الدين هو لعدم مبايعتم ورفضهم التعامل مع هؤلاء المتشددين، الذين لا يمتون للدين بصله، وشوهوا سمعة الإسلام والمسلمين وأنهم فرضوا خطبة الجمعة على خطباء الجوامع بورقة مكتوبة ومختومة من قبل ما يسمونه دولة الخلافة الإسلامية»، على حد قوله. وأكد رجل الدين أن «عددا من علماء الدين المبتدئين وغير المعروفين على الساحة الموصلية انخرطوا وانضموا إلى هذه التنظيمات المتطرفة التي استخفت عقول بعض ممن يطلقون على أنفسهم رجال دين وأوهمتهم بأن الدين الإسلامي متمثل بدولة الخلافة التي يقودها أبوبكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين دون الرجوع إلى مبدأ الشورى». وتابع أن« عددا كبيرا من أئمة وخطباء المساجد غادروا مدينة الموصل بسبب تطرف تلك الجماعات التي تفرض إيديولوجيتها الفكرية على رجال الدين المعتدلين في مدينة الموصل، وبسبب الخلافات العقائدية في الأسلوب، الذي تديره هذه الجماعات المتشددة للمنهج الإسلامي». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة