قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن اتصالات مكثفة تجري حاليا لاستقطاب حماس وفصائل فلسطينية أخرى لقبول المبادرة المصرية، حفاظا على أرواح الشعب الفلسطيني، مضيفا في مؤتمر صحفى مشترك مع توني بلير مبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام الأربعاء، أن المبادرة تأتي لتجنب التطورات والتصعيد الخطير ومنع إنزلاق الوضع والإضرار بالشعب الفلسطيني. وردا على سؤال حول وجود اتصالات بين مصر وحماس حول المبادرة، أوضح شكري أن «مصر قادرة على أن تتلقى وترسل ما تحتاجه من تفاعل وتشاور، لتحقيق الغرض المطلوب، وهو حماية الشعب الفلسطيني من استمرار العملية العسكرية والقصف المستمر وإراقة الدماء وسقوط الضحايا». وأشار شكري إلى أن مصر تهتم وتعطي هذا الموضوع أولوية بالغة، حماية لأرواح الأبرياء من سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة غزة، مضيفا أن المبادرة جاءت أيضا للتعامل مع العمليات العسكرية، ووقفها تماما لإتاحة الفرصة لصياغة الأوضاع فى قطاع غزة، واستئناف عملية السلام ليحقق الشعب الفلسطيني طموحاته، ويقيم دولته على كامل ترابه الوطني، وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد الوزير أنه ناقش مع بلير آخر التطورات وكيفية الخروج من الأزمة والمبادرة المصرية، موضحا أن اللقاء كان فرصة طيبة للتشاور حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والاستماع لرؤية بلير للخروج من الأزمة، وفرصة لطرح المبادرة المصرية وشرح عناصرها. وأضاف شكري أن المبادرة تحتوي على فرص للطرفين لتناول القضايا ذات الاهتمام لهما، فى إطار المشاورات التى ستتم بواسطة مصر، مؤكدا: «صياغة المبادرة جاءت بعد مشاورات أولية والتعرف على القضايا ذات الاهتمام للطرفين، وتم صياغتها بحيت تتيح لهما الوصول لنقطة تواصل وتفاهم». وحول ردود الأفعال الدولية على المبادرة، أشار شكري إلى أن ردود الأفعال الدولية مدعمة ومرحبة ومؤيدة لها، لأنها تجد فيها المخرج المناسب للعنف والعمليات العسكرية، موضحا أنه تلقى العديد اتصالات هاتفية من وزراء خارجية فرنسا وألمانيا واليونان وأمريكا وكندا، وغيرهم، وجميعهم أعلنوا دعمهم للمبادرة. وأضاف الوزير أنه تعرف من خلال الاتصالات التي تلقاها على نية الاتحاد الأوروبي، إصدار موقف مشترك وداعم للمبادرة، ويدعو الأطراف لقبولها والتفاعل معها، ويدعو باقي أطراف المجتمع الدولي لتكثيف الجهود مع طرفي النزاع. وأوضح شكري أن الأزمة لها انعاكسات سلبية على الشعب الفلسطيني، ولابد أن يعود الاستقرار والهدوء لرفع المعاناة والأضرار التي يتعرض لها في الوقت الراهن. من جانبه، أكد بلير أن المبادرة المصرية مصممة لتسمح بالتعامل مع المشاكل سواء علي المدى القصير أو الطويل، مشيرا إلى وجود مطالب لحماس في قطاع غزة ومطالب لإسرائيل في تحقيق الأمن، وقال: «يجب أن يعمل الطرفان على وقف العنف بينهما». وتابع بلير: «ندعم المصالحة كمجتمع دولي بقوة، فلا سلام بدونها، ونريد أن نرى الشعب الفلسطيني تحت سلطة واحدة، كما ندعم البنية التحتية في غزة، وتلبية احتياجات شعب غزة، وذلك لن يكون إلا بقبول المبادرة المصرية، ونريد السلام ووقف العنف»، مؤكدا على الالتزام بحل الدولتين كممثل للرباعية الدولية. من جانبه، كشف عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، عن عقد لقاء بين مندوب من القيادة المصرية ومسؤول كبير من حركة حماس بالقاهرة، ظهر الأربعاء، لبحث المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا في تصريح له على هامش مشاركته فى اجتماع البرلمان العربي بالجامعة العربية الأربعاء، أنه اجتمع بقيادات من حماس وأبلغوه بأنهم ما زالوا يتشاورون. وتابع الأحمد: «نأمل أن يتم التفاعل في بلورة صيغة نهائية أو توضيحات توضح الأهداف الأساسية، التي نؤمن بها في المبادرة المصرية»، مشيرا إلى وجود اتصال وتشاور مسبق بين القيادتين المصرية والفلسطينية قبل إعلان المبادرة, وقال: «يهمنا الآن وقف نزيف الدم فى الضفة وغزة». وحول رغبة حماس في قيام قطر وتركيا بدور الوساطة، قال الأحمد: «من المعروف وجود اتصالات تقوم بها قطر وتركيا، ومازالت التحركات متواصلة، ونأمل أن يتصرف الجميع بمسؤولية».
