أكد وزير الخارجية، سامح شكري، أن ارتباطات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دفعته لإرجاء زيارته إلى مصر، نافيًا ألا يكون ذلك نوع من عدم الاهتمام بالأحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتصعيد العسكري، و«لكن تقديرًا منه لإطلاق المبادرة التي طرحتها مصر بشأن العدوان على غزة». جاء ذلك خلال مأدبة الإفطار التي أقامها وزير الخارجية سامح شكري، الثلاثاء، للمحررين الدبلوماسيين وحضرها لفيف من الصحفيين والإعلاميين والسفراء والدبلوماسيين. وأضاف «شكري» أن نظيره الأمريكي أكد، خلال محادثة هاتفية معه، أنه لمس قوة دفع قوية، وأعرب عن رغبته في استمرار قوة الدفع هذه وأن تواصل مصر هذا الدور بشكل ربما يتيح جذب الأطراف إلى الموافقة على المبادرة دون أن يقترب من هذا المشهد أطراف أخرى قد يؤخد أنها لها أدوار أكبر مما تقوم به. واعتبر وزير الخارجية أن القرار الداعم للمبادرة المصرية نتاج لدور مصري خالص. وحول مستوى العلاقات المصرية - الأمريكية، قال «شكري» إن هذه العلاقات لها أهميتها، خاصة أن الولاياتالمتحدة دولة عظمى، كما أن مصر دولة إقليمية لها دورها في المنطقة. وأوضح أن هناك بعض الاختلافات بين الدولتين في الرؤى، لكنها كانت دائمًا محل حوار، مشيرًا إلى استمرار المشاورات والاتصالات بين الجانبين بناءً على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة بين البلدين. وعن خيار تنويع البدائل الذي تبنته مصر منذ «ثورة 30 يونيو»، وما إذا كان قد ثبت أنه عملي ورؤيته للعلاقة مع واشنطن في هذا الإطار، قال «شكري» إننا «لا نريد أن نضع هذا الموضوع في إطار أنه يعتبر تنويعًا للعلاقات ولكنه توازن في العلاقات .. ليس هناك أي نوع من التبادلية بل لابد لعلاقاتنا الخارجية أن تكون متوازنة .. وفي النهاية فإن هذا التوازن يهدف لاستخلاص أكبر قدر من المصلحة الممكنة بالنسبة لمصر». وأكد وزير الخارجية أن المبادرة المصرية لوقف العنف والتصعيد في غزة لاقت دعمًا وترحيبًا كبيرًا، حيث تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية لعدد من وزراء الخارجية، منهم وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا واليونان وكندا، بالإضافة إلى كافة وزراء الخارجية العرب الذين حضروا اجتماع مجلس الجامعة العربية مساء الإثنين. وأشار «شكري» إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من دمار، مؤكدًا أن مبادرة مصر جاءت لترفع العبء عن كاهل هذا الشعب، وأوضح أنه لا توجد أي اشتراطات حول تنفيذ بنود المبادرة. وحول الموقف المصري لاحتواء الموقف في العراق، قال «شكري» إن مصر تسعى لوقف كافة أشكال العنف على الأراضي العراقية من خلال توصل كافة الأطياف إلى توافق بما يعلي مصلحة الشعب العراقي ويؤدي إلى التصدي للتحديات القائمة أو أي دعوات للانقسام.