هو نقيب الأشراف في مصر قبل مجيء الحملة الفرنسية، وهو مولود بأسيوط عام 1750، وفيها نشأ ويمتد نسبه إلى سلالة الحسن بن على بن أبي طالب، كرم الله وجهه، كره الظلم ودافع عن حقوق الشعب، فاتخذه المصريون زعيما لهم ضد المماليك والفرنسيين والإنجليز والحاكم المستبد خورشيد باشا. تعلم مكرم في الأزهر الشريف، وتولى نقابة الأشراف في مصر عام 1793، وكان حين غزت مصر الحملة الفرنسية قد قام بتنظيم المقاومة الشعبية وقادها ضد الفرنسيين في موقعة الأهرام، لكن الفرنسيين دخلوا القاهرة، وعرضوا عليه عضوية الديوان فرفضها وسافر إلى الشام، وعاد سنة 1800 إلى القاهرة حيث كانت ثورة القاهرة الثانية في بدايتها، فكان قائدها. وبعد هزيمة الثورة هرب خارج مصر مجددا، وقامت السلطات الفرنسية بمصادرة أملاكه جزاءً على قيادته للثورة، فلما رحل الفرنسيون عن مصر عاد هو إليها، وعندما جاءت حملة فريزر الإنجليزية إلى مصر قام بتنظيم صفوف المقاومة الشعبية ونجح في هزيمة الإنجليز في رشيد حتى خرجوا من مصر. وفي إطار نضال السيد عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم، نجد أنه قاد النضال الشعبى ضد مظالم الأمراء المماليك عام 1804، وكذا ضد مظالم الوالي خورشيد باشا، ففي يوم 2 مايو سنة 1805 بدأت تلك الثورة التى عمت أنحاء القاهرة واجتمع العلماء بالأزهر وأضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها، واحتشدت الجماهير في الشوارع والميادين يضجون ويصخبون. وبدأت المفاوضات مع الوالي للرجوع عن تصرفاته الظالمة، فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالي، ولكن هذه المفاوضات فشلت، واستطاعت الجماهير خلعه في 13 مايو وتمت تولية محمد علي حكم مصر، واشترطوا عليه أن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم، وأنه متى خالف الشروط عزلوه، وإقرار مبدأ الشورى، وعدم اتخاذ قرار دون الرجوع لممثلى الشعب من العلماء والأعيان، ولو سارت الأمور في مسارها الصحيح بعد ذلك لكان إيذانًا بروح من الحرية والشورى واحترام إرادة الشعب. وحينما استقرت الأمور لمحمد علي خاف من نفوذ رجال الدين، فنفى عمر مكرم إلى دمياط في 9 أغسطس 1809، وأقام بها 4 أعوام، ثم نقل إلى طنطا، حيث توفى فيها «زى النهارده» 13 مايو 1822.