أوريبي بيرالتا.. البطل المحلي الذي لا تنتظره الجماهير

«بيرالتا يتقلد الذهب.. والبرازيل تشاهد من بعيد»، عنواناً عابراً لصحيفة رياضية مكسيكية صباح الثاني عشر من أغسطس عام 2012، ذلك الصباح الذي تلى فوز المنتخب المكسيكي على نظيره البرازيلي 2-1 في المباراة النهائية لأوليمبياد لندن، كان المهاجم أوريبي بيرالتا فيها هو الملك الحقيقي الذي يتوج بالذهب، بعد أن أحرز هدفي منتخبه، والأول منهم بعد 29 ثانية فقط من بداية المباراة.
تلك الظهيرة الهادئة في بلاد الإنجليز كانت تختصر كل شيء يمكن قوله بشأن «بيرالتا»، بطل محلي غير مفضل للجماهير، ولكنه موجود دوماً في الأوقاتِ الحاسمة، مهاجم كلاسيكي، قوي البنية، جيد في ألعاب الرأس، على استعداد لأن يجري بطول الملعب مع ظهير البرازيل مارسيلو كي يمنعه من إرسال عرضية ناجحة قد تعطي الفرصة للخصم في العودة للمباراة، قبل أن يلتف من وراء كل لاعبي البرازيل، كراقص سامبا من أمريكا الشمالية ل10 ثوانٍ فقط، ليلعب برأسه كرة الهدف الثاني.
ليس لامعاً كدوس سانتوتس، لم يعتبره أحد معجزة على وشك التحقق ككارلوس فيلا، لا يحمل اسم المكسيك خارج الديار كخافيير هيرنانديز، هو مجرد لاعب محلي آخر، وجد طريقه بالصدفة مع الفريق إلى لندن، ليكون حجر الأساس في إنجاز الميدالية الذهبية، ويجعل بعض المكسيكيين ينظرون بصورةٍ مختلفة للاعبٍ أتم لتوه الثامنة والعشرين ولم يعد أمامه الكثير.
ورغم التعثر الضخم الذي واجه المسكيك أثناء المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم، إلا أن «بيرالتا» كان يحاول كثيراً، ثلاثة أهداف من أصل تسعة فقط أحرزها الفريق جاءت بأقدامه، أحدهم هو هدف التقدُّم على «بنما»، والذي كان سبباً رئيسياً في امتلاك الفريق فرصة التأهل بالملحق.
لاحقاً، ومع تغيُّر المدير الفني للمنتخب للمرةِ الثانية بسبب نتائج التصفيات السيئة، والقرار الجرئ بتعيين «ميجيل هيريرا»، الذي كان لاعباً محلياً أيضاً لم يحترف في أوروبا، قبل أن يصبح مدرباً لم يذهب خارج حدود المكسيك، اتخذ المدرب قراره بلعب مبارتي الملحق أمام «نيوزلاندا» بفريقٍ محليٍّ بالكامل، دون استقدام أي محترف، أجاب باقتضاب بأن «تلك المرحلة تقتضي بذل كل نقطة عرق ممكنة، وهو ما أضمنه في لاعبي الدوري هنا»، قبل أن ينجح في المهمة، 9-3 كنتيجة مبارتي الذهاب والعودة، كان بطلهم الأول هو «أوربيي بيرالتا» الذي أحرز خمسة أهداف كاملة، أثبت بها أنه البطل المحلّي الذي لا تنتظره الجماهير، ولكنه موجود دوماً كلما اقتضت الحاجة.
«بيرالتا» سيذهب إلى البرازيل وهو في الثلاثين من عمره، كمهاجمٍ أساسي لفريق مغامر، قوامه مجموعة من المحليين في عطلةٍ صيفية، ولكن بطموحاتٍ لا يمكن إنكارها، ولا يخفيها مدرب الفريق «هيريرا» حين يؤكد أنه «سيلعب على دور الثمانية في المونديال.. وربما ما هو أبعد»، ورغم الاصطدام بصلابة المنتخب الكرواتي في تنافسٍ منتظر على البطاقة المؤهلة للدور الثاني، إلا أن «بيرالتا» تحديداً سيحاول أن يتسلح بذكريات «لندن» حين يواجه البرازيل في المبارة الثانية، ليؤكد على أسطورته الشخصية الصغيرة، ويتواجد كلما احتاجته المكسيك.