قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الجمعة، إن دراسة علمية أجراها محاضر متخصص في علمي الجريمة والاجتماع بجامعة «ميدلسكس» توصلت إلى أن «عقول الفتيات تساعدهن على التفوق الدراسي والنجاح في الإمتحانات، وكذلك تجعلهم الأكثر تمكناً في الجريمة وتهريب السلاح، وذلك مقارنة بالفتيان والرجال». وأوضحت الدراسة: «أنه في الوقت الذي يكتفي الشباب من الرجال بالتسكع في الشوارع وأماكن تعاطي المخدرات والتدخين، تستفيد الفتيات بشكل كامل من مهاراتهن الاجتماعية، التي تساعدهن على ترقي سلم الجريمة، ليصبح الاعتماد عليها بشكل متزايد في غسل الأموال وتهريب الأسلحة في عربات الأطفال الخاصة بهم، أو إيجاد مخابئ للمخدرات». ونقلت الصحيفة البريطانية عن «هاردينج» قوله إن «المرأة أصبحت أكثر تأثيرا من حكماء الشارع من الذكور»، وذلك خلال ورقته البحثية التي قدمها للمؤتمر السنوي للرابطة البريطانية لعلم الاجتماع في بريطانيا. ووفقا لرؤية « هاردينج»، الذي قضى 4 أعوام يتحدث إلي عشرات العاملين في المجتمعات المحلية، و8 أعضاء في عصابات الشوارع تتراوح أعمارهم بين 16و 25، فإن بحثه تحدى وجهة النظر التقليدية للفتيات بأنهن مجرد عاجزات وضعفاء، ويتعرضون للاغتصاب أو أي اعتداءات أخرى جراء انتمائهم للعصابات. وقال «هاردينج»، الذي تقرب لعدد من فتيات وشابات الشوارع من خلال الجمعيات التي ترعاهم، إن «الرجال في العصابات لا يزالون يستخدمون نفس الطرق المعتادة في العنف والنشاط الإجرامي لكسب الاحترام وسوء السمعة، على عكس الفتيات». وأوضح: «صرامة وشر رجال العصابات تزداد كلما ارتفعت مكانتهم الإجرامية، على عكس الفتيات اللاتي يحققن نفس المكانة بطريقة مختلفة من خلال تطوير مهاراتهم الاجتماعية». وفقا لما ذكره الباحث المتخصص في علمي الجريمة والاجتماع: «الفتيات يمكنهن أن يصبحوا شخصيات هامة في الأوساط الإجرامية، دون اللجوء للعنف أو الوحشية، وإنما من خلال التعامل مع المعلومات والتجارة والمقايضة يوميا». وأضاف: «في عالم العصابات، تُعتبر المعلومات حيوية جدا، إذا كنت تريد أن تصبح ناجحاً في محاربة المنافسين، والبقاء بعيدا عن الشرطة»، مشيرا إلي أن «أفراد العصابات من الرجال غالبا ما يقضون الكثير من أوقاتهم في التسكع مع أصدقائهم من العصابات،وتناول المنشطات». وتابع: «الفتيات يعرفن الكثير عن التعامل مع المخدرات وأمور العصابات، وطرق مراقبة الشرطة للمباني، لذا عادة ما يتم استخدامهن في التحضير للمعارك مع العصابات الأخرى، كما يمكنهم تهريب الأسلحة أو المخدرات في عربات أطفالهن». وأشار إلي أن غالبيتهن ليس لديهم سجلات إجرامية، ومن السهل عليهن تجنب الشكوك. وأنهي بحثه بقوله: «إدراك البنات الجيد يعطي لهن وضعهن داخل العصابات، مما يدفع الرجال للشعور بالقلق من قوتهم على نشر الشائعات عنهم أو الإبلاغ عنهم للعصابات الأخرى، وهذا سيضع بعضهم في مكان قوي».