فى السلوم، وعلى الحدود «المصرية - الليبية» تجد المئات من سيارات النقل الثقيل المحملة بالبضائع المختلفة فى طريقها للعبور إلى الأراضى الليبية، فى الوقت الذى تجد فيه القادمين من الداخل الليبى، وهم محملون بقصص اختطاف وسرقة وتعذيب ومحاولات قتل، وتجد بعضهم فى سيارات إسعاف مصابين أو جثثا هامدة، وهم يرددون «الداخل مفقود والخارج مولود» ومع ذلك فطوابير السيارات المغادرة لم تتوقف «فلقمة العيش تحكم». «المصرى اليوم» التقت بالمغادرين والقادمين ورصدت المخاوف والحكايات على الحدود الليبية. سائقون فى انتظار العبور: رحلة طويلة لمصير مجهول «المصرى اليوم» تحاور السائقين المختطفيين على الحدود المصرية الليبية لا ينسى سائقو وعمال عربات النقل توديع أسرهم قبل كل رحلة عمل لهم إلى ليبيا، لأنهم لا يعرفون إن كانوا سيعودون منها سالمين أم لا، فمهنتهم كسائقين داخل الأراضى الليبية تعرض حياتهم للخطر بسبب انتشار الفوضى واستهداف المصريين من قبل الجماعات المتطرفة. «المصرى اليوم» عاشت مع السائقين على الحدود المصرية الليبية، ورصدت مخاوفهم وأمنياتهم، واستفسرت عن إصرارهم على هذا الطريق وهذه المهنة رغم ما يحيط بها من مخاطر حقيقية على حياتهم. المزيد السائقون العائدون: «كدرونا» زي العساكر ونمنا في الجبل 10 أيام أسرة أحد السائقين المختطفين فى كفر الزيات أكثر من 40 سنة قضاها درويش سعد جبر «63عاما» وهو سائق على سيارات نقل منهم 15 سنة على طريق «مصر/ ليبيا» لم ير فيهم الذل والمهانة التى وجدها فى معاملة الليبيين له عقب ثورة 30 يونيو، على حد قوله، فكل شىء تغير والمعاملة من سيئ لأسوأ، إذ قال: «بقالى 15 سنة بأروح ليبيا مرتين أو تلاتة فى الشهر الواحد، بأحمل بضائع من شركة نقل فى إسكندرية وبأوديها لطرابلس، رحلة العمل دى لا تتعدى ال6 أيام من ساعة ما أخرج من بيتى فى كفر الزيات وحتى العودة إليه مرة أخرى.. وبالرغم من إنه مشوار بمشى فيه آلاف الكيلومترات لكن كنت بأخذ فيه حوالى ألف أو 1500 جنيه، وكنت بأرضى بالتعب علشان مافيش بديل عن الشغلانة دى لحد ما حصل موضوع اختطافنا». المزيد «المصري اليوم» داخل منزل أحد ضحايا الرصاص الليبي أحد ضحايا الاختطاف ترغرغت عيناها بالدموع أثناء محاولتها وصف حالها وإحساسها حين أخبروها بأن حفيدها محمد اختطفه بعض العناصر المتمردة فى ليبيا أثناء عودته إلى مصر بعدما سلم البضاعة التى كان يحملها بسيارته، وضربوه بالرصاص فى ساقه اليمنى وسرقوا نقوده وهاتفه المحمول، قائلة: «اتنزع قلبى من جوه من ساعة ما سمعت الخبر لحد دلوقت»، وبينما تملأ عيناها الدموع تبتسم وتقول: محمد ده زينة الشباب.. زينة الشباب بقى عاجز يا ناس». المزيد تضامنا مع المصريين.. سائقون ليبيون: كرهنا ندخل بلدنا أحمد محمد تجمهعم مهنة واحدة وطريق واحد، ولكن الجنسية مختلفة، هذا هو حال سائقى سيارات النقل من الليبيين السالكين الطريق من مصر إلى ليبيا، وعلى الرغم من اختلاف جنسياتهم عن السائقين المصريين إلا أن معاناتهم فى الطريق واحدة.. فمثلهم مثل المصريين يتعرضون للإهانة والضرب بالرصاص والتعنيف والاختطاف، حيث قال أحمد محمد، وهو من قبيلة القذافى: «اللى بيحصل للمصريين بيحصل لنا مثله بالظبط.. بيطلع علينا عصابات مسلحة، وتطلق الرصاص علينا حتى إنها ذات مرة أصابتنى بطلقات نارية فى يدى». وروى أحمد (27 سنة) قصته قائلا: «كنت محمل أسمنت من مصر وماشى فى سبها (جنوب ليبيا) لقيت 2 مسلحين بيضربوا عليا رصاص وعلى العجل الأمامى للسيارة حتى وقفت وبعدين ضربوا عليا أنا رصاص، فأصبت فى يدى، مشيرا إلى آثار الرصاص فى ده، ومسكونى وأخدوا منى فلوسى كلها.. كانت 200 دينار». وأضاف أحمد، وهو من مدينة سرت: «ليبيا أصبحت دولة فاشلة.. المزيد
