عرفته متأخرا، رغم أنه ينظم الشعر من عشرين عاما ، كراسة المدرسة تشهد عليه ، واحياء القاهرة العتيقة ، يحب مصر بأسلوبه ويعشق مهجة بقاموس خصوصى مفرداته من قلب القرية المصرية حيث ولد ونشأ وتيتم ، ورغم أنه نزح مثل غيره من هناك إلى هنا ، إلى القاهرة إلى تمثل لجميع سكان القرى المصرية الحلم الذى لايخبو بريقه والمدينة التى لاتغرب عنها الشمس ، النداهة تنادى فتجتمع أعداد طويلة من الموهوبين وأنصاف الموهوبين فى طوابير طويلة أولها هناك وآخرها هنا عند بوابة الحلوانى، حيث تختلط البسمة بالألم ، والبهجة بالندم . جمعتنى بعماد طنطاوى صداقة فى العالم الأفتراضى ، صفحته على الفيس بوك هى ديوان شعره ، مرة يبكى ومرة يضحك ، لكن كل مرة تشعر أنه يعبر عن مشاعر فاضت بها نفسك يوما ما ، أحاسيس من هزمته الأيام ، وأنكسرت احلامه على صخرة الواقع ، غريب وسط غرباء ، يحمل غربته على ظهره كسلحفاة تبطىءخطاوايه ،وفى القلب وجع فقد الأحبة من زمن ، عماد طنطاوى، شاعر عامية ،شاب فى السادسة والثلاثين من عمره بسوم الوجه تشعر من صورته التى اختارها لبروفايله أن هذا الطفل العجوز شاهدته فى زمن ما ، فى شارع ،فى حارة أوزقاق أوعلى الترعة ساعة مغربية بيغنى وسط الأهل والأصحاب ، له ديوان واحد "جمهورية مهجة " ....تعبيراته الشعرية مثل رغيف الخبز الفلاحى لها رائحة ريفية مميزة تعجبنى ، يتغزل فى حبيبته على طريقةعبد الفتاح القصرى "ياصفايح السمنة السايحة....يابراميل القشطة النايحة " فيقول: فكرنى حضنك بالغيطان اللى ف بلدنا كل ما أسافر أزورها تضحك وتحط إيدها فوق هدومى وتنفض العفرة اللى شابكة ف القميص وتقولى طول عمرك واحشنى يا أغلى ناسى ولا مرة هنشوفك رخيص وتقولى إفرح ....................... وتجيبلى قشطة وسمنة بلدى من عِنيها وعيش مِرَحرَح وتقولى هِيص.............................. وعماد يمثل العاشق خفيف الظل الساذج ككل العاشقين الذين يرون الحبيبة تفوق نساء الكون جمالا ودلالا : " لكن اللى شاف سوسو ولا اللى شاف فيفى .....معرفش ستات..... ولا عمره يتخيل ... !!!!!!! ....إن اللى ستات ....وبجد جد حريم واحدة إسمها مهجة ..فبلاش بقى تقولى ...... ضحكة سناء أو ريم.....ليهم رموش وخدود.... مهجة دى يابنى وطن ...ماعرفشى أى حدود الضحكة بالفدانين والرمش بالفدادين والخد لو يتحسب رمانه بالموازين... متكفهوش موازين وميزانه مش موجود...." ظل عماد يكتب بفصحى ركيكة حتى عام 2010 ، وقبل ثورة يناير بشهور قليلة ،خلع لغته القديمة التى لم تكن تلائمه وارتدى ثوب العامية ، التى استطاع من خلالها أن يجد نفسه ويعبر برحابة وبساطة عن ذاته ومشاعرة ،وكانت أول أبياته بالعامية تعبر عن غضب جيل: "لما بيسموا كلامى عن حقوقى اندفاع ولما ابكى من الالم والظلم فيكى يقولوا جاع ولما اصرخ واستغيث يمسكونى ويحبسونى وتهمتى خاين وباع" الحب عند عماد نهر واحد وله روافد عديدة ، فحبه لمهجة رافد من روافد حبه لبهية ، وبعد أحداث العنف الأخيرة استشعر عماد بالخطر على حبيبته البهية ، ومن قلب خوفه وحزنه على من سقط قتيل العنف والارهاب ارتجل أبيات تلمس قلبك وتهز روحك: إيه يابهية......مالك بيا.....؟ ليه سقيانى الحزن مراحل ...؟ كل شوية....... ب ألقى ف عينك دمعة عشانى ليه بكيانى و .......ليه زعلانة..؟ هو أنا أول واحد راحل...؟؟ ما إنتى دفنتى بعمرى فطاحل...!!!! ماجراش حاجة إن زادوا حسين واحد تافه............ رسمك دايما بضفرتين....بنت جميلة وزى السكر فوق شفايفها جنينة توت................. ياما إتمنى يعشلك أكتر....... بس هنعمل إيه ف الموت..!! طيب فاكرة......؟ أول مرة لعبت ف حِجِرك وأول مرة حِزنتى قصادى وأنا زغزغتك يومها ف رجلك علشان تضحكى ف المرةادى.... كنتى الحضن اللى مدفينى ف عز أمشير لما إتهزت إيدى بحزنى.... وأنا ب أتلكع جوة شوارعه ف عز البرد وماشى أكتبلك.. "إنى بحبك".. ...فوق جدرانك بالطباشير يااااااااااا م الدنيا...............!!!!! عدى العمر كأنه ثوانى..... بكرة هتنسى.....زى ما كل الخلق بتنسى بكرة أتعود...إنك مرة نسيتى زيارتى ولا زيارتى تقيلة وغِلسة.... بكرة مافيش ما بينا معاد علشان فعلا.......مابقاش فاضل ف العداد جينا لآخر شارع فينا....بعده نكمل وإحنا بعاد سكة جديدة وأرض جديدة ودنيا جديدة عندك إبنى..وعندك شعرى..وعندك بيتى روحى دولابى وشِمى العرق اللى ف جلابيتى يمكن فاضل حبك لسه.....وجايز فاضل فيها قصيدة عماد يمثل جيل من شعراء العامية ، لايعرفهم أحد ولايوجههم أحد ،ليس عماد بأفضلهم ولكن تميزه ، من وجهة نظرى ،فى أنه أستطاع أن يجد لنفسه قاموسه الشعرى الخاص ، شعبى ريفى وهو ماشدنى إليه ،لايدعى عمق الأفكار ولاتعقيدات الفلاسفة ، لكنه يرتجل مايشعر به بلغة الشارع ، والناس اللى قعده على الرصيف ، بلازيف ولامحاولة تجميل : إحترت فيكى وف اللى جابك ودى مش شتيمة دى بس دهشة ماعرفشى جاب إزاى جنابك ومافيش ف وشك حتة وحشة يكونش يعنى بتاع جاتوه ولا تكونيش حل لمعادلة ومسألة ضرب العصب جوة القصب مضروب ف خلاط المحبة وللانسجام بين أب قال لأمك كلام عملوه عصير وبيشربوه إحترت فعلا انتى حلوة ازاى كده! جيل من الموهوبين يحتاجون لدعم النقاد وحفاوة قراء، لست ناقدة لكننى حاولت أن أطل على جيل يمثله عماد ، يحتاج إلى رعاية واهتمام ، من الصحافة والاعلام ، لكننا للأسف جميعا منشغلين عنهم من سنين بسيد القصر ذوالدلال والجلال . بساتين مصر خربت وينابيع الأمل فيها جفت ....تعالوا نرويها من جديد . مى عزام [email protected] .