كثفت القاهرة من تحركاتها لإقناع الأطراف الدولية والإقليمية بحقيقة الموقف المصري من مشروع سد النهضة الإثيوبي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي ل«المصري اليوم»، الثلاثاء، إن الوزارة تقوم بتحركات مكثفة على المستوي الإقليمي والدولي لشرح الحقائق، مؤكدا أن هناك تفهما كبيرا لعدالة الموقف المصري من السد وأن القاهرة لا تقف «حجر عثرة» أمام تحقيق التنمية في إثيوبيا بصفة خاصة ودول حوض النيل بصفة عامة و«لكن لن نسمح بالإضرار بمصالحنا والتأثير على الأمن القومي المصري». وأوضح «عبد العاطي» أن الموقف المصري من سد النهضة تم نقلة لجميع دول العالم المختلفة من خلال ورقة عمل «الموقف المصري من مشروع سد النهضة»، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتعميم ورقة رسمية على جميع سفارات مصر بالخارج وعلى وسائل الإعلام الأجنبية بهدف التواصل مع الحكومات ووسائل الإعلام في دول الاعتماد تتضمن عناصر الموقف المصري بعد انتهاء العديد من جولات التفاوض مع الجانب الإثيوبي، والتأكيد على موقف مصر الثابت من ملف مياه النيل الذي يستند إلى مبادئ المنفعة المتبادلة وعدم إلحاق الضرر بأي طرف. وقال السفير بدر عبد العاطي في بيان صحفي، الثلاثاء، إن الورقة تتناول بشكل مفصل مراحل تطور هذا الملف منذ الإعلان عن مبادرة حوض النيل منذ عشر سنوات، والاتفاق علي قيام دول النيل الشرقي التي تشمل مصر والسودان وإثيوبيا بإعداد دراسة مشتركة لمشروعات الربط الكهربائي والتجارة الإقليمية للطاقة، والتي توصلت إلى إنشاء سدين على النيل الأزرق هما: سد ماندايا وسد Border، وقامت الحكومة الإثيوبية بشكل مفاجئ في فبراير 2011 بالإعلان عن نيتها لبناء سد جديد، وهو ما دعا الحكومة النرويجية لوقف تمويل الدراسات التي كانت تمول بها السدود الإثيوبية، ثم فوجئت مصر بقيام إثيوبيا فى أبريل 2011 باتخاذ موقف منفرد من خلال الإعلان عن بناء سد النهضة الإثيوبي، ووضع حجر الأساس لأكبر سد في المنطقة بارتفاع 145مترًا، وسعة تخزينية 74 مليار متر مكعب من المياه، لتوليد 6000 ميجا وات بتكلفة 4.7 مليار جنيه، ولم يقم الجانب الإثيوبي بتوفير أي معلومات عن مشروع السد، وأعلن أن السد لن يؤثر على دولتي المصب، غير أنه عاد ليعترف بالآثار السلبية للسد على دولتي المصب. وأشارت الورقة المصرية، بحسب المتحدث باسم الخارجية، إلى المفاوضات التي جرت مع إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة منذ زيارة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف إلى إثيوبيا فى مايو 2011 ولقائه برئيس الوزراء الإثيوبي آنذاك مليس زيناوي، حيث تمت الموافقة على إنشاء لجنة الخبراء الدولية لتقييم تداعيات بناء السد على دول المصب، تتكون من عضوين وطنيين من كل دولة من الثلاث دول، فضلاً عن أربعة خبراء دوليين بهدف تقييم الفوائد والمكاسب المتوقعة من بنائه. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن التقرير الدولي نوه إلى أن المستندات الخاصة بالتصميمات الهندسية ومعدلات الأمان في المستوى الأول لبناء السد لم تكن جيدة، حيث طالبت اللجنة الدولية بضرورة الانتباه للسد المساعد والذي يحتوي تصميمه على نقاط ضعف، كما أن دراسات الجدوى والدراسات المالية لم تقدم إلى اللجنة الدولية، فضلا عن عدم إمدادها بدراسات طُلبت خلال فترة عملها على مدى عام، مضيفًا أن نماذج المحاكاة للتصميم الهيدرولوجي وبحيرة التخزين، يوضح تأثيرات سلبية على احتياجات المياه فى مصر، كما أن له تأثيرا سلبيا على توليد الطاقة من السد العالي، مع الأخذ في الاعتبار المواصفات الحالية المعلنة من جانب الحكومة الإثيوبية والتي تفترض مقاييس محددة لملء الخزان على مدى 6 سنوات، وتابع: «ويوضح التقرير أن لجنة الخبراء الدوليين طالبت في تقريرها بضرورة الانتهاء من دراسات تتعلق بنظام الموارد المائية ودراسات النموذج الهيدرولوجي، وتقييم الآثار البيئة على دول المصب، وفقا لتوصيات التقرير النهائي للجنة الدولية». وأعاد السفير بدر عبد العاطي التأكيد علي موقف القاهرة الذي سبق التأكيد عليه بأنه «انطلاقا من روح التعاون والرغبة الجيدة من الجانب المصري للوصول إلى اتفاق مع الحكومة الإثيوبية حول المشروع، قام وزير الخارجية السابق بزيارة إلى أديس أبابا فى يونيو 2013، لتبادل وجهات النظر مع نظيره الإثيوبي حول نتائج تقرير اللجنة الدولية، واتفقا على مباشرة العمل معا على مستوى فني وسياسي واستشاري، بمشاركة السودان لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية بشكل سريع، واعترف وزير الخارجية الإثيوبي خلال الزيارة بتقرير اللجنة الدولية وما جاء فيه، مؤكدا حرص بلاده على عدم التسبب في أي ضرر لمصر، ويوضح التقرير إنه على الرغم من الاتفاق للبدء سريعا فى تشكيل فريق من الخبراء لتنفيذ توصيات تقرير اللجنة الدولية، خصوصا أن الحكومة الإثيوبية لا تزال تسرع في معدلات البناء في موقع السد، إلا أن أول اجتماع عقد على مستوى وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا بعد 5 أشهر فى نوفمبر 2013، وأعقبه جولتان في ديسمبر 2013 ويناير 2014».
