تحول الوكر الإرهابي في عرب شركس بالقليوبية لمزار سياحي لأمهات القرية وأطفالها ورجالها. توقفت الأمهات وهن يمسكن بأيادي أطفالهن في طريقهم لمدارسهم، لتفقد أطلال الوكر الإرهابي على ترعة الرشاح، ولمشاهدة «المجهول»، الذى ألقى في قلوبهم الرعب، خلال الليلة الماضية، الذي تابعوه عبر التليفزيونات. لم تكن الأمهات تعلمن باختباء إرهابيين في أحد مخازن القرية، لتخريب البلاد من خلال المواد المتفجرة المضبوطة داخله الكفيلة بإحراق البلدة بأكملها، وفق قولهن، ولم تكن تعلمن أن أطفالهن يمرون على متطرفين ذهابا وإيابا خلال اليوم عشرات المرات، ويلعبون أمام مخزنهم. قالت «أم حبيبة»، ربة منزل، أحد جيران المخزن: «شاهدت، أمس، أسر شهداء الجيش عبر الفضائيات، ولم أتمالك حبس دموعي»، ووصفتهم بالأبطال، قائلة: «هؤلاء الأبطال فدوني وأطفالي وأهلي، أنا عايزة أوصل رسالة لزوجاتهم، إحنا حاسين بيكم، ربنا يصبركم، ويجعل مثواهم الجنة». وأضافت «أم حبيبة»: «أطفالي يمرون، يوميا، على المخزن، عشرات المرات، أثناء ذهابهم إلى المدرسة، ولمساعدتنا في قضاء حوائج المنزل، ويلعبون أمام المخزن باقي النهار. أنا حمدت ربنا، وحضنت أطفالي، أول ما عرفت الموضوع». وأضافت «مروة»، ربة منزل، أحد أهالي شركس: «بنرمي في ترعة الرشاح الزبالة، والناحية الشرقية فيها مخازن ومصانع كتير وعمال وموظفين بيجوا من القليوبية، بيجروا على رزقهم، ومعظم أهالي القرية غلابة وطيبين ومحترمين، ومفيش تطرف عندنا ولا إخوان». وقدمت «مروة» العزاء لأهالي الشهداء وزوجاتهم وأقاربهم وأصدقائهم، بقولها: «البقية في حياتكم، وربنا يعوض صبركم خير، هم أبطال، ولولاهم كانت حاجات كتير في البلد خربت، والإرهاب كان قتل ناس كتير أبرياء»، وأبدت تقديرها لأسر الشهداء وزوجاتهم، لتضحياتهم من أجل الوطن». وقالت «سهام»: «ليلة الأحداث اتسرعت أنا وعيالي، وصحينا على صوت ضرب نار وقنابل، حضنت أطفالي، وقلت لجوزي ما يخرجش، ووقفت له على الباب». وأضافت: «إحنا زي كل الناس، اتفاجئنا إن في إرهابيين في البلد، والحمد لله إننا خلصنا منهم، وربنا يكون في عون الجيش والشرطة، ويقدروا يخلصوا على اللي عايزين يخربوا البلد، ويموتوا الأبرياء والغلابة».
