رأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية صباح الإثنين قداسا بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة البابا شنودة الراحل، وذلك بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. وفي كلمته خلال القداس قال «البابا تواضروس» إن «البابا شنودة فارقنا بالجسد عن الأرض، لكنه علامة واضحة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية وفي تاريخ وطننا مصر». وأضاف أن «اسم البابا شنودة محفور في سجل الزمن والتاريخ نظرا لحياته الطويلة وأعماله الكثيرة التي صنعها وخدم بها الكنيسة عبر جهاد طويل»، وتابع قائلا: «عندما نفحص في حياة البابا شنودة نجد أنه ترك لنا سيرة عطرة وتراثا ثمينا وتأثيرا كبيرا». واستطرد: «أعمال البابا شنودة لم تقتصر على مصر بل امتدت إلى خارجها، حيث خدم الكنيسة وخدم الوطن في مراحل مختلفة، رغم ما تعرض له من تجارب لكنه كان ذو شخصية صامدة مثل الأهرامات». وتابع: «البابا شنودة ترك لنا نموذجا للراعي الصالح والخادم الحقيقي الذي يخدم شعبه بأمانة، وكان وثيق الصلة بالأديرة والتواجد فيها والارتباط بحياة الرهبنة». وأشار إلى أن «البابا شنودة ترك تراثا كبيرا يقتدي به الرهبان في الكنيسة الأرثوذكسية»، موضحا أن «كنيسة السيدة العذراء بالزيتون تعمل حاليا على طبع عدة كتب من تراث البابا شنودة». وقال: «نشكر الله أنه أعطانا جوهرة ثمينة مثل البابا شنودة حفظ الكنيسة خلال هذه الفترة الطويلة التي كانت خلالها خادمة للوطن ومحبة للجميع». حضر القداس نحو ألفين من المسلمين والمسيحيين وعدد كبير من الأساقفة وكبار معاوني البابا تواضروس الثاني. ومن المقرر أن يشهد «البابا تواضروس»، مساء الإثنين، احتفالا يقيمه المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي لإحياء ذكرى وفاة البابا شنودة، حيث سيسلم البابا تواضروس خلال الاحتفال جائزة البابا شنودة الثالث «جائزة الحكمة والشفقة» لكل من المهندس إبراهيم سمك خبير الطاقة الشمسية بألمانيا، والمهندس هاني عازر خبير الأنفاق بألمانيا. يذكر أن هذه الجائزة دولية سنوية يقدمها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية في ذكرى وفاة البابا شنودة الثالث لأكثر الشخصيات تأثيراً في المجتمع وقد فاز بها العام الماضي العالم الأمريكي الدكتور مارتن شريبر من ولاية أوهايو الأمريكية.
