انسحب أغلب مسلحي المعارضة السورية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يعاني من حصار خانق منذ 8 أشهر، تطبيقا لاتفاق ابرم مع الفصائل الفلسطينية. ومن جانبه, قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية, أنور عبد الهادي, الأحد, إن «أغلب المسلحين انسحبوا من المخيم», مضيفاً أن «المسلحين الفلسطينيين انتشروا على أطراف المخيم لمنع دخول أي مسلح غريب حتى تتم تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم وفق مبادرة وقعوا عليها». وأوضح «عبد الهادي» أن وفداً شعبياً يضم أكثر من 50 شخصية على رسهم ممثلي الفصائل الفلسطينية تجولوا, السبت, في المخيم للتأكد من خلوه من المسلحين, مشيراً إلى أن «لمؤشرات تدل على أن اغلب المسلحين انسحبوا من المخيم». وأكد «عبد الهادي» أن الوفد «سيقوم بجولة اليوم على الجزء الشرقي من المخيم ليتم التأكد من خلوه من المسلحين». ورجح عبد الهادي أن يكون المسلحون قد اتجهوا نحو منطقة الحجر الأسود ومنطقة التضامن «المتاخمة للمخيم». وقال المسؤول الفلسطيني: «سيتم إدخال فريق هندسي خلال 24 ساعة للكشف عن وجود متفجرات أو ألغام في المخيم, لكي يتم التعامل معها قبل إدخال ورشات الصيانة لإزالة الأنقاض وإجراء الأعمال اللازمة تمهيدا لعودة الأهالي إليه». وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 ألفا، ومع تمدد المعارك في صيف 2012 إلى أحياء على أطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة إلى اليرموك، مما رفع عدد سكانه بشكل ملحوظ. ويقيم في اليرموك قرابة 20 ألف شخص، وسط ظروف مأسوية منذ يونيو 2013، اثر فرض القوات النظامية حصاراً على المخيم الذي يسيطر المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس, بشار الأسد, على غالبية أحيائه. وتم التوصل إلى اتفاق أواخر ديسمبر 2013 عن طريق لجنة المصالحة الشعبية مع مقاتلي المعارضة في داخل المخيم، وحظي بإجماع الفصائل الفلسطينية البالغ عددها 14 سمح بموجبه إجلاء عدد من الحالات الإنسانية وإدخال المساعدات الغذائية إلى المخيم. لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول إلى ساحة حرب، وانتقل إليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم إلى جانب المعارضين، وآخرون إلى جانب القوات النظامية، لاسيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، أبرزها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة».