أخيراً وجهت وزارة الخارجية صفعة حقيقية لإمارة قطر.. قال السفير بدر عبدالعاطى إن سفيرنا لدى قطر موجود الآن فى القاهرة، وهو فى إجازة مفتوحة، غير محددة المدة، ونفى أن يكون موجوداً فى الدوحة.. أتفهم الإجراءات الدبلوماسية.. ليست ثورية ولا ينبغى.. استدعاء السفير شىء، وبقاؤه فى إجازة شىء، وقطع العلاقات شىء آخر.. مصر لم تُعامل قطر كما تعاملت مع تركيا(!) هناك من تساءل: لماذا لا نقطع العلاقات، ونطرد السفير القطرى، أو نسحب سفيرنا على الأقل؟.. هناك من تظاهر أمام السفارة.. هناك أيضاً من تظاهر بالموز، فى إشارة إلى تدخلات الشيخة موزة فى الشأن المصرى.. لكن يبقى الشيخ القرضاوى، الرجل الأهم فى المعادلة.. كان طرفاً فى تخريب علاقات مصر بقطر.. كان طرفاً فى تخريب علاقات الإماراتبقطر.. الحل هو طرد «القرضاوى»! أعرف أن الضغط الشعبى والثورى مهم.. لكن يبقى القرار السياسى بعيداً عن الانفعالات.. قطع العلاقات ليس سهلاً.. إلا إذا كنا فى حالة حرب.. رسمياً قطر لم تُظهر عدائيات معلنة.. قناة الجزيرة لا تمثل السياسة القطرية.. لكنها أدت إلى «قطرنة» العلاقات بين البلدين.. بالتعبير الشعبى سوّدت حياة البلدين.. أيضاً القرضاوى وقت اللزوم لا يمثل إلا نفسه.. هذا موقف الدوحة فى أزمة الشيخ والإمارات! الإمارات تحركت رسمياً عقب تطاول «القرضاوى» عليها.. استدعت السفير.. سلمته مذكرة احتجاج رسمية.. الخارجية القطرية تبرأت من تطاول شيخ الفتنة.. كان قد اتهم حكومة أبوظبى بأنها تحارب الإسلام.. قالت الإمارات مش كل الطير اللى يتاكل لحمه!.. أوقفت قطر الشيخ القرضاوى عن خطبة الجمعة الماضى، بعد أن حوّل منبر جامع عمر بن الخطاب إلى منبر لرشق خصوم الإخوان! الغريب أن قطر لم تتحرك ولا مرة أساء فيها القرضاوى لمصر وجيش مصر وشرطة مصر.. كأن القرضاوى من حقه أن يشتم مصر باعتباره مصرياً.. لم تتبرأ قطر من إساءات المقيمين لديها فى حق مصر.. بل أغدقت عليهم بالمال والإقامات الفندقية الفاخرة.. حتى ظهر عاصم عبدالماجد يأكل «الكرواسون» بالشوكة والسكين!.. فضلاً عن تسخيرها «الجزيرة» لخدمة الإرهابيين على أراضيها! لا تتجاهل أن مصر كانت قد حذرت قطر من احتمالات سحب سفيرنا من الدوحة.. حددت ذلك بعد الاستفتاء.. تدخلت أطراف خليجية، على رأسها السعودية والإمارات.. طلبت المملكة من مصر التريث وضبط النفس.. أظن أن قطر نفسها استبعدت أن تُقدم الخارجية المصرية على هذه الخطوة.. رغم تجاوز قطر كل الخطوط الحمراء.. السبب أن الدوحة تعرف قيمة مصر.. تعرف أنها لا تفعل أبداً! الخطوة التالية هى الأخطر.. بقاء السفير فى إجازة قرار صعب.. أخطر منه أن نعتبر سفير قطر غير مرغوب فيه.. هل تريد قطر أن نفعل ذلك؟.. هل تستفزنا لنفعلها كما فعلناها مع تركيا؟.. لماذا سارعت بما يشبه الاعتذار لحكومة أبوظبى، ولم تأخذ خطوة مماثلة تجاه مصر؟.. هل يكون الاعتذار طرد «القرضاوى» من الدوحة؟!