ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وفق تقرير صادر عن «مركز تحليل سياسة العنف» بجاكارتا، أن آلاف الجهاديين الإندونيسيين توجهوا لسوريا للانضمام للجماعات المتطرفة الموجودة هناك، في محاولة منهم لإقامة دولة إسلامية. كانت وزارة الخارجية الإندونيسية أكدت أن ما لا يقل عن 50 جهاديًا إندونيسيًا توجهوا إلى سوريا عبر تركيا عام 2012، للمشاركة في الحرب، وأن هذا العدد مرشح للزيادة. وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 11 ألف مقاتل أجنبي دخلوا إلي سوريا، عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينهم شباب مسلمون متشددون، يحملون جوازات سفر أجنبية من دول أوروبا، وأمريكا الشمالية وأستراليا. وأشارت إلى رأي المحللين الذين أعدوا التقرير، حيث اعتبروا أن تلك الخطوة من جانب الجهاديين ستعمل على إحياء حركة الجهاد في إندونيسيا من جديد، بعدما ضعفت قواها، بما يمكنها من شن هجمات على الأقلية الشيعية في الجنوب. ولفتت إلى دوافع الجهاديين ومنطقهم في التوجه لسوريا، وكيف أن اقتراب الذكرى السنوية الثالثة للحرب في سوريا أشعلت حماست الكثيرين، وهي الحماسة المرتبطة باعتقادات دينية لديهم، بأن حرب «آخر الزمان» ستكون في بلاد الشام أو ما أطلقوا عليه «سوريا العظمى»، التي تضم سوريا والأردن ولبنان، وفلسطين وإسرائيل. وأشارت إلى ما جاء على لسان السيدة سيدنى جونز، مديرة المعهد، والتي أوضحت أن بإمكان الجهاديين الإندونيسيين أن يتوجهوا عبر خطوط الطيران المدني، إلى تركيا، حيث توجد جماعة «أحرار الشام» التي تحارب نظام بشار الأسد، والتي ستساعدهم في عبور الحدود التركية والوصول إلى سوريا، هذا فضلًا عن ارتباط بعض المتطرفين الإندونيسيين بدولة الإسلام فى العراق والشام «داعش». وأوضحت «جونز» أن ثمة خوفين يؤرقان إندونيسيا جراء تلك الخطوة، أولهما يتمثل في عودة الجهاديين مرة أخرى ومعهم جهاديين أجانب آخرين إلى إندونيسيا لتبث القوة في حركة الجهاد الإندويسية من جديد، أما الثاني فيتمثل في الزيادة المستمرة للمخصصات التمويلية للجهاديين في سوريا، ما يعني تعزيز موارد الجماعات الجهادية المرتبطة بها والموجودة في إندونيسيا، ومنهم «الجماعة الإسلامية» الإرهابية المنتمية للقاعدة، والتي تنتشر عناصرها جنوب آسيا.