خيم الحزن على أهالي مدينة طما بمحافظة سوهاج، الأربعاء، حدادا على رحيل اللواء محمد السعيد عبدالجواد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الذى استشهد، الثلاثاء، وطالبوا بالقصاص لدماء الشهيد، مؤكدين وقوفهم بقوة مع جهود الشرطة والقوات المسلحة للقضاء على الإرهاب. وقال اللواء إبراهيم صابر، مدير الأمن: «المحافظة قدمت الشهيد الثانى من القيادات الأمنية فى مواجهة الإرهاب بعد 4 شهور من استشهاد اللواء نبيل فراج ابن المحافظة فى أحداث تطهير كرداسة»، مضيفا أن الشهيد كان من أبناء سوهاج الأبرار ومن الضباط المخلصين المشهود لهم بالكفاءة، لذلك وصل إلى المراتب الأولى بين قيادات وزارة الداخلية. وأكد «صابر» أن سلسلة الاغتيالات التى تستهدف رجال وقادة «الداخلية» لن تمنع الوزارة من مواصلة مكافحة الإرهاب والمجرمين واللصوص، وتحقيق رسالة الأمن السامية والنبيلة. وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مسقط رأس الشهيد بطما، حيث سافر أهله وأقاربه للمشاركة فى مراسم دفنه بالقاهرة، وحضور ليلة العزاء، على أن تقيم عائلته بعدها عزاء بدوار العائلة بالمدينة مساء اليوم، يحضره اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، والقيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية فضلا عن العديد من الأهالى. وقال عبدالله عبدالرحمن، من جيران الشهيد، إن اللواء الشهيد ينتمى إلى أسرة طيبة من عائلة «عبدالجواد»، وكان دمث الخلق ومحبوبا من الجميع، مشيرا إلى أنه عمل فترة فى جهاز أمن الدولة بالقاهرة، ثم التحق بمباحث التهرب الضريبى قبل عمله بالمكتب الفنى لوزير الداخلية. وأضاف «عبدالله» أن والد الشهيد كان يعمل مديرا بحسابات مصنع البصل بسوهاج، وكان ذا سمعة طيبة وموضع احترام من الجميع، حتى سافر للإقامة مع نجليه بالقاهرة وفارق الحياة هناك منذ عامين وتم دفنه فى القاهرة. وقال طه عبدالحميد، (تاجر غلال)، وكان صديقا للواء الشهيد فى طفولته، إن ظروف عمل «سعيد» أجبرته على الإقامة فى القاهرة منذ 30 عاما وبعدها سافر شقيقه للإقامة بجواره فى القاهرة، واصطحبا والدهما للإقامة معهما بعد وفاة والدتهما. وأوضح أن الشهيد حضر المرة الأخيرة إلى طما منذ 4 شهور، وساهم بعدها فى تجديد وتطوير مسجد العائلة الذى تم تأسيسه منذ عام 1922، وتصميم المسجد على الطراز المعمارى الحديث وإقامة مكتب لتحفيظ القرآن ملحق بالمسجد. وقال المهندس يوسف فهمى، ابن عم الشهيد، إن الأخير كان ودودا وخدوما لجميع أفراد أسرته ويشاركهم فى جميع مناسباتهم بالحضور فى الأفراح والأحزان، رغم ظروف عمله ومسؤولياته.
