أقامت كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، في مدينة الإسكندرية، الإثنين، بالتعاون مع كنيسة القديسين مار مرقص والبابا بطرس حفلاً بمقر الكنيسة لتأبين شهداء التفجير الذي وقع مطلع عام 2011، وراح ضحيته 24 قبطياً وأصيب فيه أكثر من 100 آخرين، وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية. وشهد محيط كنيسة القديسين أثناء الحفل إجراءات أمنية مكثفة تم خلالها نشر مدرعات تابعة للقوات المسلحة، وإقامة ساتر ترابي بارتفاع مترين لتأمين احتفال الأقباط بعيد رأس السنة الميلادية، وأغلقت القوات شارع خليل حمادة حتى مدخل الكنيسة وفتشت المارة والسيارات خوفاً من تكرار أحداث 2011. واستنكر القس مقار فوزي راعى كنيسة القديسين، في كلمته بالحفل، عدم الكشف عن الجناة في تفجير القديسين، وتوقف التحقيقات في القضية منذ ما يقرب من عامين، وطالب بالكشف عن الجناة حتى لا يجرؤ أي إرهابي على تكرارها. وأشار إلى أن الحادث كان أول سابقة من نوعها في مصر ولكن «رحمة الله تجلت في الحادث»، حيث تم الانفجار قبل خروج المصلين جميعاً ب5 دقائق ما ساعد على تقليل الخسائر في الأرواح. من جانبه قال نادر مرقص، عضو المجلس القبطي الملي التابع للكاتدرائية إن الكنيسة لن تترك حق شهدائها على الإطلاق مهما كلفها الأمر، وأوضح أنه تم توزيع دروع على أهالي وأسر الشهداء والمصابين حلال حفل التأبين كنوع من التضامن معهم وتذكيرهم بأن الكنيسة لن تنساهم على الإطلاق. وأشار إلى الإجراءات الأمنية المشددة على أبواب الكنيسة، وقال إنه من الطبيعي أن يأخذ الأمن حذره خاصة أن الدخول مقتصر فقط على حاملي وشم الصليب من الجمهور العادي بخلاف الضيوف. حضر حفل التأبين اللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية واللواء أمين عزالدين مدير الأمن وأبوالعز الحريري مؤسس التيار الشعبي والناشط جورج إسحاق، وعدد كبير من كبار القيادات السياسية ووفد من القوات المسلحة والمفكرين والمثقفين والإعلام والحقوقيين ورجال الأزهر والأوقاف. وخلال الحفل أعلن جوزيف ملاك محامي كنيسة القديسين انطلاق حملة «شهداء القديسين.. شهداء وطن»، وذلك بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء ونعى شهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو وشهداء حادث التفجير الإرهابي بمديرية أمن الدقهلية. وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى دعوة الرأي العام للاهتمام بملف قضية القديسين الذي تم إهماله وتحريك ملف القضية والاهتمام بحقوق أسر الشهداء. وقال عبدالناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن شهداء كنيسة القديسين ليسوا شهداء الكنيسة وحدها ولكنهم شهداء مصر شأنهم شأن الشهداء جميعاً.
